تلقت إدارة الخزانة بالبنك الدولي مكالمة هاتفية مفاجئة: في
أواخر عام 2007، أرادت مجموعة من صناديق التقاعد السويدية الاستثمار في مشاريع
تراعي تغير المناخ، لكنهم لم يعرفوا سبل العثور على هذه المشاريع. لكنهم كانوا
يعرفون لمن يتوجهون، ومن ثم اتصلوا بالبنك الدولي للمساعدة. منذ أقل من عام مضى،
أصدر البنك الدولي أولى سنداته الخضراء- وابتدع معها طريقة جديدة لربط التمويل من
المستثمرين بمشاريع المناخ.
تحذير صارخ
في عام 2007، نشر الفريق الحكومي الدولي حول تغير المناخ- وهو
إحدى وكالات الأمم المتحدة التي توفر البيانات العلمية عن تغير المناخ وآثاره السياسية
والاقتصادية- تقريرا يربط بما لا يدع
مجالا للشك بين السلوكيات البشرية والاحترار العالمي. حفز
هذا الاستنتاج، ومعه زيادة تواتر الكوارث الطبيعية، عددا من صناديق التقاعد
السويدية على التفكير في كيفية استخدامهم للمدخرات التي يحافظون عليها من أجل
التوصل إلى حل. وطلبوا من المجموعة المصرفية الإسكندنافية SEB أن تنظر فيما يمكن عمله. وقامت المجموعة المصرفية بالربط بين
التمويل الذي كان يسعى إلى تقليص المخاطر على المستثمرين وإحداث أثر إيجابي، وبين
البنك الدولي بما يتمتع به من خبرة في الاستثمار في المشاريع البيئية حول العالم.
التفكير خارج الصندوق
بالنظر إلى الوراء، تبدو الحلول مباشرة وصريحة. أراد المستثمرون
ملاذا آمنا يضعون فيه أموالهم ويوقنون أنهم يحدثون به أثرا. فلدى البنك
الدولي مشاريع بيئية ليمولها، ويتمتع بسجل حافل كمصدر جيد للسندات، وبالقدرة على
تقييم أثر هذه المشاريع. ولكن كان هناك حلقة مفقودة وهي: كيف يستطيع المستثمرون
التيقن من أن المشاريع التي يدعمونها تتصدى بالفعل للمخاوف المناخية؟
تطلب هذا إجراء مكالمة هاتفية أخرى، وهذه المرة للمركز العالمي
لبحوث المناخ والبيئة، وهو مركز متعدد التخصصات في البحوث المناخية ومقره أوسلو.
كان علماء المركز يقودون الخبراء في القضايا المناخية. ويمكنهم أن يطرحوا رؤيتهم
الموثوقة بشأن ما إذا كان المشروع سيترك أثرا إيجابيا على البيئة.
وتلا ذلك الكثير من المحادثات بين صناديق التقاعد
والمجموعة المصرفية الإسكندنافية والمركز العالمي لبحوث المناخ والبيئة وإدارة
الخزانة بالبنك الدولي. كانت المحادثات صعبة في كثير من الحالات- لا سيما
وأن مختلف الجهات كانت تتحدث بلغة مختلفة في أغلب الأحوال، وكان من الصعب تقليص
الفجوة بين التمويل والتنمية والعلم.
التزام مشترك بالعثور على حل
وأخيرا أطل النجاح برأسه في نوفمبر تشرين الثاني 2008،
عندما أصدر البنك الدولي السندات الخضراء. هذه السندات وضعت الخطة الرئيسية لسوق
السندات الخضراء التي نراها اليوم. هذه الخطة حددت المعايير للمشاريع المؤهلة
للدعم بالسندات الخضراء، واعتمدت المركز العالمي لبحوث المناخ والبيئة كجهة ثانية
لإبداء الرأي، وأضافت تقييم الأثر باعتباره جزءا أصيلا في هذه العملية. كما
استحدثت نموذجا جديدا للتعاون بين المستثمرين والبنوك ووكالات التنمية والعلماء.
وفي النهاية، كانت ثمرة لالتزامهم ومثابرتهم والدفع نحو إيجاد حل.
The phone call to the World Bank Treasury came
out of the blue: in late 2007, a group of Swedish pension funds wanted to
invest in projects that help the climate, but they did not know how to find
these projects. But they knew where to turn and called on the World Bank to
help. Less than a year later, the World Bank issued the first green bond—and
with it, created a new way to connect financing from investors to climate
projects.
A stark warning
In 2007, the
Intergovernmental Panel for Climate Change—a United Nations agency that
provides scientific data on climate change and its political and economic
impacts—published a report that undeniably linked human action to global
warming. The finding, along with increasing occurrences of natural disasters,
prompted a group of Swedish pension funds to think about how they could use the
savings they were stewarding toward a solution. They called on their bank, SEB
(Sandinaviska Enskilda Banken AB) to see what could be done. And SEB connected
the dots between the financing that was seeking to reduce risks for the
investors and make a positive impact, and the World Bank with its deep
knowledge on investing in environment projects around the world.
Thinking outside the box
In hindsight, the solution
seems straightforward. Investors wanted a safe place to put their money and
know that they were making a difference. The World Bank had environment
projects to finance, a track record as a high-quality bond issuer, and the
ability to report on the impact of its projects. But there was a missing link:
how could investors be truly certain that the projects they were supporting
addressed climate concerns?
This triggered another phone
call, this time to CICERO, the Centre for
International Climate and Environmental Research— an interdisciplinary research
center for climate research in Oslo.
CICERO
scientists were leading experts on climate issues. They could provide a
credible view on whether a project was going to make a positive impact on the
environment.
What followed were many more
conversations among the pension funds, SEB, CICERO, and the World Bank Treasury. The
conversations were often difficult—especially since more often than not, the
different organizations spoke different languages, and it was challenging to
bridge the gap between finance, development and science.
A joint commitment to finding a solution
Success ultimately came in
November 2008, when the World Bank issued the green bond. The bond created the
blueprint for today’s green bond market. It defined the criteria for projects
eligible for green bond support, included CICERO
as a second opinion provider, and added impact reporting as an integral part of
the process. It also piloted a new model of collaboration among investors,
banks, development agencies and scientists. Ultimately, it was the result of
their commitment, perseverance, and drive to find a solution.
الشبكة المصرية
ثمان سنوات في خدمة القطاع الناشيء
ENFRWC Eight years serving emerging sector of Water & RE