الأحد، 10 يونيو 2012






بيان صحفى


الطاقة من الصحراء
فرص هائلة لمصر، وضرورة لمواجهة تحديات


أقام منتدى القاهرة للتغير المناخى لقائه الشهرى السابع بمناسبة اليوم العالمى للبيئة مساء الثلاثاء الخامس من يونيو 2012 فى ساقية الصاوى بالزمالك لمناقشة الفرص التى يقدمها مشروع تقنية الصحراء (ديزرتك) لمصر، استضاف من خلاله منتدى القاهرة للتغير المناخى بالتعاون مع السفارة الألمانية بالقاهرة  خبراء من مجالات العلم والاقتصاد والسياسة لمناقشة الفرص والتحديات التى تواجه مشروع تقنية الصحراء (ديزرتك) فى مصر.

تحتوى الصحراء على فرص هائلة لمصر، حيث تتمتع مصر بمقومات طبيعية متميزة تؤهلها لدخول مجال صناعة الطاقة النظيفة بقوة بما يخلق فرصاً هائلة فى مجالى الاقتصاد والتنمية، وبغض النظر عن حالة الإطار التشريعى الراهن الذى لا يناسب التطورات لا تزل الطاقة الجديدة والمتجددة قادرة على المنافسة فى بعض المجالات.

يسعى مشروع ديزرتك إلى تزويد صحراء شمال إفريقيا بمولدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية (حقول المرايا وهى المكثفات الخاصة بمحطات الطاقة الشمسية الحرارية) بحيث يتم تغطية احتياج دول شمال أفريقيا من الطاقة، بل يمكن استخدام الطاقة محلياً وتوصيل الطاقة المولدة عبر خطوط حديثة لنقل الكهرباء بالتيار المستمر فائق الجهد لآلاف الكيلومترات عبر البحر المتوسط للقارة الأوروبية، فإذا ما وجدت الإرادة السياسة لوضع إطار لأسس العمل يمكن إتمام تنفيذ مشروع تقنية الصحراء على مستوى العالم فى أقل من 30 عاما، بما يدعم الطاقة النظيفة والمتجددة بدلاً من الاعتماد على الطاقة الحفرية التى ستنضب إن عاجلاً أو آجلاً وبما يجعل منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا لاعباً رئيسياً فى مجالة إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة.

ضم المتحدثون فى اللقاء الشهرى لمنتدى القاهرة للتغير المناخى برعاية السفارة الألمانية د. هانى النقراشى، من جمعية ديزرتك. حيث قدم رؤية مشروع تقنية الصحراء التى تعتمد على توفير أمن الطاقة وحماية المناخ فى عالم يحوى عشرة مليارات نسمة، قال د. النقراشى "إننا بحاجة لاستخدام موارد الطاقة المتبقية بحكمة ومسئولية، وبتحويل 20% فقط من إجمالى الطاقة لموارد الطاقة الجديدة والمتجددة لربحنا جزءاً كبيراً من معركتنا أمام ظاهرة ارتفاع منسوب مياه البحر"، كما أضاف د. النقراشى أن لجميع البشر فرص حقيقية للتنمية، فالطاقة التى سيتم توليدها من الشمس والرياح ليست فقط للتصدير لأوروبا بل يخصص منها جزء للتنمية اللإقليمية كتحلية المياه على سبيل المثال، فطاقة الشمس هائلة ولكنها لا تستغل.

قدم د. النقراشى خطوات عملية ومحددة: فمثلاً على دول شمال أفريقيا أن ترفع دعم النفط والغاز فى انتاج الكهرباء وتوجهه لدعم مجال الطاقة المتجددة، بما يزيل بعض العوائق أمام هذه الطاقة الوليدة، وكذلك على الاتحاد الأوروبى أن يقوم بخطوات معينة منها تأسيس شركة أوروبية-شرق أوسطية لمد كابلات الكهرباء بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتأسيس شركة أوروبية لشراء الطاقة النظيفة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع توسيع إنتاجها من الطاقة المتجددة، ومن هنا يعمل كل من الاتحاد الأوروبى ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تحقيق مكاسب لكليهما، خاصة مع ربط توصيل الكهرباء لأوروبا بشرط تحلية كمية معقولة من مياه البحر لصالح دول جنوب البحر المتوسط. 

د. حافظ السلماوى، المدير التنفيذى لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، فأكد على وجود العديد من المبادرات لإنتاج الطاقة المتجددة فى مصر، خاصة مع توافر الرياح والشمس بوفرة فى حوض البحر المتوسط، وأشار إلى ثلاث مبادرات إقليمية تحديداً وهى الخطة الشمسية للبحر المتوسط ومشروع تقنية الصحراء (ديزرتك) والحزمة التشريعية الثالثة للطاقة المقدمة من الاتحاد الأوروبى، حيث تضم المبادرتان والخطة الأوروبية هدف مشترك هو بناء محطات لتوليد الطاقة المتجددة وبخاصة الطاقة الشمسية فى دول جنوب البحر المتوسط مع تصدير جزء من الطاقة لأوروبا.

عدد د. حافظ سلماوى أسباباً تدعم مبادرة ديزرتك أولها مكافحة التغير المناخى، إضافة إلى التفاهم السياسى على ضفتى البحر المتوسط، كما أن دعم الطاقة المتجددة يعزز أمن الطاقة وينتج عنه آثار اجتماعية واقتصادية إيجابية مثل خلق فرص العمل، إلا أن هناك عدد من التحديات الى تحول دون تنفيذ فورى لهذا المشروع العملاق، من أهمها ضرورة إقامة البنية الأساسية أولاً.

من جانب آخر أشار م. عماد غالى، رئيس قسم الطاقة المتجددة بشركة سيمنس مصر ورئيس قسم طاقة الرياح بشركة سيمنس للشرق الاوسط، إلى إمكانية الوصول إلى مقدار ألف مرة ما نملكه من الطاقة اليوم، كما قدم مقترحات ملموسة لدعم قطاع الطاقة المتجددة فى مصر، أهمها تقديم مزايا اقتصادية تحفز الاستثمار فى هذا المجال، ومنها إدارة نظم دعم الطاقة بشكل جديد وتقديم خطط التعريفة المميزة للطاقة المتجددة، وأضاف المهندس عماد غالى "أن هذه المقترحات تدعم الاستثمار فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة"، لأنها سوف تخلق سوقاً للتصدير يسمح بدعم وتطوير البنية الأساسية فى مصر والمنطقة
، ولكننا نحتاج آليات تنفيذ معينة، نحتاج تدريب للمتخصصين، كما نحتاج آليات واضحة لكيفية تأسيس وتشبيك شبكة الكهرباء المزمع إنشائها".
وأضاف م. غالى مسألة خلق فرص العمل لا يستهان به، ففى ألمانيا يعمل 300 ألف شخص بهذا المجال دون حساب التوظيف غير المباشر الناتج عن نمو هذا القطاع الاقتصادى.

قام د. ألبرشت كاوب، مستشار الوكالة الألمانية للتعاون الدولى لوزارة ألمانيا الاتحادية لشئون البيئة ودعم الخطة الشمسية لدول البحر المتوسط، بتلخيص الفرص السانحة أمام مصر، "فيما يتعلق بمجال الطاقة المتجددة توجد أخبار جيدة وأخبار سيئة"، يتعلق الخبر السيئ بصعوبة توصيل الكهرباء عبر سواحل مصر نظراً لعمق المياه ووعورة الشواطئ، وفى هذه الحالة يمكن توصيل الطاقة عبر المغرب والجزائر وتونس وليبيا.

الخبر الجيد بالنسبة لمصر فهو وجود  فرصاً هائلة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نظراً لتمتعها بموارد طبيعية، بما يفيد مصر داخلياً، وأضاف د. كاوب سواء كان الإطار القانونى يحفز صناعة الطاقة المتجددة أو لا فاستخدام محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى بعض المجالات فى الصعيد مثل مضخات المياه التى تستخدم حالياً وقود الديزل. أكثر توفيراً للأموال.
وختم د. كاوب أن الطاقة المتجددة تتمتع بمزايا تنافسية سواء قامت مصر بتصدير الطاقة أم لا، كما اتفق معه د. النقراشى حيث قال أن استغلال الطاقة المتجددة يستتبع معه ضرورة ترشيد الاستهلاك بما يحتاج توعية الجمهور.

أختتم الندوة أ.د. مولدى ميلاد، المدير التنفيذى لشبكة جامعات تقنية الصحراء (ديزرتك)، بشرح كيفية تأسيس جمعية تقنية الصحراء (ديزرتك) كجمعية دولية للمجتمع المدنى تستهدف بناء مستقبل أكثر استدامة، وهو المفهوم الذى طوره علماء ورجال سياسة وخبراء اقتصاد من دول البحر المتوسط شماله وجنوبه لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى وضمان مصادر نظيفة  للطاقة يعتمد عليها، خاصة مع تزايد الاحتياج لمتخصصين مهرة فى هذا المجال مع التوجه الجديد للسياسة الطاقة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو الطاقة الجديدة والمتجددة وكفاءة الطاقة.

أعقب الندوة نقاشاً نشطاً من الحضور حول مدى مراعاة مشروع ديزرتك للبيئة الصحراوية حيث أكد د. سلماوى ضرورة تقييم الآثار البيئية قبل تنفيذ أى مشروع على أرض مصر وهو ما تم مراعاته، كما واجه الخبراء أسئلة بشأن واقعية خلق فرص عمل فى مجال الطاقة المتجددة فى سوق العمل المصرى، حيث ذكر المهندس عماد غالى أن من 50% إلى 60% من الوظائف لا تتعلق بتصنيع مكونات محطات توليد الطاقة فقط، بل تمتد لتشمل مجالات الخدمة والصيانة والنقل وإدارة الموقع.

يذكر ان ً شبكة جامعات تقنية الصحراء (ديزرتك) ما يزيد عن 20 جامعة ومؤسسة تعليمية أغلبها من دول شمال أفريقيا، ومن الشركاء المصريين كل من جامعتى القاهرة والاسكندرية والجامعة الألمانية بالقاهرة، وتعمل الشبكة العلمية على ربط المؤسسات الأكاديمية والخبراء ببعضهم البعض لأنهم سوف يعملون على تحقيق مستقبل الطاقة المتجددة سويا.



www.cairoclimatetalks.net


ليست هناك تعليقات: