الجمعة، 13 يونيو 2014

الإنتاج العالمي من الطاقة المتجددة يتصاعد


توفير الطاقة اهم من نظافة المصادر


عشية انعقاد القمة العالمية التي دعا اليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شهر أيلول القادم للتباحث في قضية تغير المناخ العالمي واستعدادا لإنجاح القمة التي ستعقد في باريس العام 2015 للخروج باتفاق عالمي جديد وملزم يحل مكان بروتوكول كيوتو، صدر الملخص التنفيذي للتقرير الجديد حول الوضع العالمي للطاقات المتجددة لعام 2014 «رن 21» من خلال البعثة الدائمة لألمانيا لدى الأمم المتحدة (في نيويورك)، والذي اطلق خلال منتدى الأمم المتحدة «الطاقة المستدامة للجميع»، الاسبوع الماضي. يذكر هذا التقرير ان 95 دولة من دول الاقتصادات الناشئة قد عززت النمو الراهن للطاقة المتجددة، من خلال إقرار سياسات داعمة، وبزيادة ستة أضعاف عما كانت عليه في العام 2005. وان قدرات الطاقة المتجددة قد حققت مستويات قياسية جديدة، حيث قفزت 8.3٪ في العام 2013. وقد مثلت أكثر من 56٪ من صافي قدرات الطاقة العالمية المضافة، لتلبي نحو خمس الاستهلاك العالمي للطاقة.
ويؤكد التقرير ارتفاع عدد الدول ذات الاقتصادات الناشئة التي تقدم سياسات لمساندة التوسع في استخدامات الطاقة المتجددة لأكثر من ستة أضعاف وذلك في غضون ثماني سنوات فقط. فمن 15 بلدا ناميا في العام 2005 ارتفعت إلى 95 بلدا ناميا بداية العام 2014.
الجدير بالذكر، أن الدول الـ 95 الناميـة تلك، تشكـل الغالبـية العـظمى المسـاندة لسـياسـات وأهـداف الـطاقة المتجددة ضمن 144 دولة تعمـل في المجـال نفسـه. واللافـت للنظـر أيضـا، بحسـب التقريـر، أن ارتفـاع مستوى دعم الدول النامية يتناقض مع تراجع التأييـد والسياسـات غير المؤكدة وخفض دعم الطـاقات المتجددة في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
يقول آرثورز زيفروس، رئيس «رن 21»: «لقد تغيرت التصورات العالمية للطاقة المتجددة إلى حد كبير»، ثم يستطرد، «على مدى السنوات العشر الماضية، أظهر استمرار التقدم التكنولوجي والانتشار السريع للعديد من تكنولوجيات الطاقة المتجددة أن المسألة لم تعد ما إذا كان لمصادر الطاقة المتجددة دور تؤديه في توفير خدمات الطاقة أم لا، لتصبح كيف يمكننا رفع معدلاتها الحالية بشكل أفضل للوصول إلى 100٪ طاقة متجددة، وكيف يمكن للطاقة ان تصل الى الجميع. وكي يصبح هذا حقيقة واقعة، نحتاج إلى تغيير أنماط تفكيرنا: فاستمرار الوضع الراهن لخليط السياسات والإجراءات لم يعد ملائماً».
إلا ان هذا التقرير يتجاهل حقيقة أخرى، وهي ان التكنولوجيا الخضراء تحتاج في معظمها إلى أتربة نادرة، وان زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة ستؤدي حتما الى زيادة الطلب على هذه الأتربة النادرة، ما سيخلق ظروفا تنافسية صعبة، بدأت طلائعها بالظهور بعدما تبين ان دولة الصين تحتكر إنتاج أكثر من 70% من الأتربة النادرة في العالم لصعوبة استخراجها ولتسببها بكوارث بيئية جمة وتهديد كبير لصحة العمال ... ومع رفع دعاوى من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي على الصين أمام محاكم منظمة التجارة العالمية بسبب تحكم الصين بأسعار هذه الأتربة وزيادتها باستمرار.
ح . م.
فى العام 2014، أطلقت الأمم المتحدة من مقرها في نيويورك مبادرة «الطاقة المستدامة للجميع»، لتحظى باعتماد سياسات مساندة مع دور محوري في دفع قدرات الطاقة المتجددة العالمية إلى مستوى قياسي جديد مقارنة بالعام الماضي (2013). وصل الانتاج الى 1.560 جيغاوات (ج.و.)، بزيادة 8.3٪ عن العام 2012، ليأتي أكثر من 22% من إنتاج الطاقة في العالم من مصادر الطاقة المتجددة.
على الصعيد الاجتماعي، وبحسب التقرير نفسه أيضا، عمل ما يقارب 6.5 ملايين فرد في جميع أنحاء العالم بشكل مباشر أو غير مباشر في قطاع الطاقة المتجددة خلال عام 2013. كما شكلت مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 56٪ من صافي القدرات المضافة عالمياً خلال العام الماضي. كما ارتفعت الطاقة الكهرومائية بنسبة 4٪ ليصل مجملها إلى ما يقارب 1000 ج.و. في عام 2013، بما يعادل ثلث القدرات المضافة من المتجددة، بينما نمت المصادر المتجددة الأخرى مجتمعة بما يقارب 17٪، أي ما يقدر بنحو 560 ج.و.

التوفير العالمي

وفرت الطاقة المتجددة عالمياً 19٪ من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي في العام 2012، واستمرت في النمو خلال العام التالي، مقسمة بين 10% لمصادر الطاقة المتجددة الحديثة، و9% للكتلة الحيوية التقليدية الآخذة في الانخفاض.
ويذكر التقرير انه للمرة الأولى، عالمياً، أضيفت قدرات من الخلايا الكهروضوئية تفوق نظيرتها من طاقة الرياح. وعلى الرغم من تراجع الاستثمار العالمي في الطاقة الكهروضوئية بما يقرب من 22٪ مقارنة بعام 2012، أضيفت قدرات جديدة تزيد على 27٪. بينما سجل سوق الطاقة الكهروضوئية رقماً قياسياً هذا العام، بإضافة نحو 38 ج.و. في عام 2013، ليصبح المجموع حوالي 138 ج.و.

تزايد الإنتاجية

شهدت الصين نمواً في انتاج الطاقة المتجددة يصفه التقرير بـ«المذهل» ، اذ يقترب من ثلث الطاقة الإنتاجية العالمية المضافة، تليها اليابان والولايات المتحدة.
اما على مستوى الدول، فقد ظلت الصين والولايات المتحدة، والبرازيل، وكندا، وألمانيا الأعلى من حيث مجموع القدرات المركبة من الطاقة المتجددة. ويذكر التقرير انه لأول مرة، تجاوزت القدرات المضافة من الطاقة المتجددة بالصين نظيرتها من الوقود الأحفوري والقدرات النووية.
كما يتحدث التقرير عن تزايد أعداد المدن، والولايات، والمناطق التي تسعى للتحول الكامل نحو الطاقة المتجددة سواء في أحد القطاعات أو على مستوى الاقتصاد ككل. على سبيل المثال، جيبوتي، واسكتلندا، والدولة الجزرية الصغيرة توفالو، تهدف جميعها لإنتاج 100٪ من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2020.
إلا ان التقرير لم يلاحظ ان الدول الأكثر إنتاجا للتكنولوجيا الخضراء والأكثر إنتاجا للطاقة المتجددة، هي الدول الأكثر تلويثا في العالم والأكثر تسببا بتغير المناخ، لا سيما الصين التي باتت الأولى في العالم لناحية حجم انبعاثاتها والولايات المتحدة الأميركية التي انتقلت من المرتبة الأولى إلى المرتبة الثانية!

الاستثمارات

يشير التقرير الى ان بلادا مثل أوروغواي، موريشيوس وكوستاريكا كانت بين الدول الأكثر جذبا للاستثمار في الطاقة والوقود الحيوي مقارنة بإجمالي الناتج المحلي السنوي. وقد أضيف أكثر من 35 ج.و. من طاقة الرياح في عام 2013، ليتجاوز إجماليها 318 ج.و. ومع ذلك، فعلى الرغم من مرور عدة سنوات من النمو القياسي، انخفض السوق بنحو 10 ج.و. مقارنة مع العام 2012، ما يعكس في المقام الأول الانخفاض الحاد في سوق الولايات المتحدة.
على النقيض من ذلك، سجلت طاقة الرياح البحرية رقماً قياسياً بإضافة 1.6 ج.و.، أُنشأت جميعها (تقريبا) في الاتحاد الأوروبي.

تناقضات وغض نظر

بحسب التقرير أيضا، تواصل استخدامات التدفئة والتبريد باستخدام الكتلة الحيوية الحديثة، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية ارتفاعها المستمر (وإن جاءت بمعدلات صغيرة)، لتبلغ عالمياً حوالي 10% من الطلب النهائي على التطبيقات الحرارية.
بلغت الاستثمارات العالمية الجديدة في الطاقة المتجددة والوقود الحيوى نحو 249.4 مليار دولار على الأقل عام 2013، بانخفاض قدره بين 14% و23% مقارنة بعامي 2011 و2012، على الترتيب.
الا ان التقرير لم يذكر شيئا عن الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز الصخري الذي نشط كثيرا في الفترة الأخيرة، لا سيما في الولايات المتحدة الاميركية والذي بدأ يغري كثيرين في جميع أنحاء العالم، بالإضافة الى الاستثمارات الجديدة (في الطاقة الاحفورية) في القطب المتجمد الشمالي، وقد استفاد الكثير من شركات البترول العالمية من تغيرات المناخ وذوبان الجليد لتسهيل عمليات استثماراتها والاستثمار في الأزمة التي تسببت بها! وقد تغافل التقرير كليا عن ذكر كل هذه المستجدات (مضافا اليها قضية الأتربة النادرة التي تحتاج اليها التكنولوجيا الخضراء السالفة الذكر) التي تتناقض مع توجهات وخلاصات التقرير التي تأمل ان يصبح الإنتاج العالمي من الطاقات المتجددة 100% !






ليست هناك تعليقات: