الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

دراسة حديثة 20,6 في المئة من سكان ألمانيا مهددون بالفقر و العزلة الاجتماعية 20.6 percent of the German population are threatened by poverty and social isolation



كتب : محمد السيد درويش
 كشفت دراسة صدرت عن جامعة ديسبورغ إسّن أن الطبقة الوسطى في المجتمع ضمرت بصورة واضحة في العقدين الأخيرين، وأن مصروف العائلات تراجع بين أعوام 1993 و 2013 من 56 إلى 48 في المئة، وزاد عدد الحاصلين على معاشات متدنية. يعتبر الباحثون أن كل من يتلقى معاشا يراوح بين 2000 و 7000 يورو شهريا قبل دفع الضرائب ينتمي إلى الطبقة الوسطى في المجتمع. ويرى معهد البحوث الاجتماعية في برلين DIW أن الطبقة الوسطى ضمرت بالفعل من 64 إلى 58 في المئة من مجمل الشعب الألماني. أما على الصعيد الأوروبي فتتعرض الفئة الشابة بصورة خاصة حاليا إلى خطر الوقوع في حفرة الفقر بسبب انعدام فرص العمل نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة في بلدان عدة في القارة.
 بالرغم من توفر العمل في ألمانيا وانخفاض البطالة فيها إلا أن الفقر أو الانعزال الاجتماعي يهدد نحو 16,5 مليون ألماني، بزيادة 300 ألف شخص عام 2014 عن عام 2013. حسبما نشرت غرفة التجارة و الصناعة العربية الالمانية Ghorfa مؤخرا. على المستوى الأوروبي يرتفع الرقم إلى أكثر من ذلك بكثير بحسب عدد من الدراسات التي جرت أخيرا. وبحسب المكتب الاتحادي للإحصاء في فيسبادن تشير البيانات المتوافرة عن العام الماض أن 20,6 في المئة من سكان ألمانيا، أي كل خامس شخص منهم، مهدد بالفقر و الانعزال الاجتماعي. يضع الخبراء صفة الفقر على كل من يتلقى معاشا أو مساعدة تقل عن نسبة ال 60 في المئة من الحد الوسطى للأجور. وتبعاً لذلك يتوجب أن يكون المعاش الوسطي الشهري في ألمانيا 987 يورو للفرد الواحد، و 2072 يورو للعائلة المكونة من زوجين وولدين.
تبعاً لبيانات مكتب الإحصاء المركزي يمكن وضع خمسة في المئة من فئة الفقراء في ألمانيا في مرتبة الأكثر معاناة مادياً واجتماعياً بسبب عدم قدرتهم على تغطية كلفة معيشتهم، وتدفئة منازلهم كما يجب أو تمويل رحلة اسبوع راحة لهم. ويواجه الألمان المفتقدين لأي تعليم مهني أو ثانوي أكثر من غيرهم الانزلاق إلى حالة الفقر والعزلة. ولفت مكتب الإحصاء في فيسبادن إلى انه كلما انخفض مستوى التعليم كلما ارتفع خطر الوقوع في الفقر، بلغ معدل هؤلاء في ألمانيا تحت سن الخامسة والعشرين 30,8 في المئة من مجمل عدد الفقراء فيها في العام الماضي مقابل 23,1 في المئة عام 2005، استنادا إلى تعداد يجريه المكتب الاتحادي للإحصاء سنويا في نفس العام بلغ عدد من يُهددهم الفقر في البلاد 15,4 في المئة. تعلو نسبة هؤلاء في شرق ألمانيا (37,5 في المئة) عن نسبتها في غرب البلاد (29,8 في المئة) مقارنة ب 28,6 في المئة في الشرق و 22,3 في المئة في الغرب عام 2005. أجمالا بلغت نسبة الفقر في شرق البلاد 19,2 في المئة وفي غربها 14,5 في المئة العام الماضي.
 بحسب دراسة وضعها الاتحاد الأوروبي أخيرا 26 مليون طفل وشاب آفة الفقر والانعزال الاجتماعي عن وسطهم. لذا يرى الخبراء والباحثون أن الجيل الطالع يُعتبر من أكثر الفئات الاجتماعية الخاسرة في السنوات الأخيرة. ويشكل هؤلاء نسبة 30 في المئة من مجمل فئة الشباب ما فوق الثمانية عشرة من العمر تبعا لدراسة وضعتها مؤسسة الألمانية Bertelsmann عن 28 دولة منضوية إلى الاتحاد الأوروبي. وتشير الدراسة إلى أن خمسة ملايين شاب أوروبي على الأقل يفتقدون إلى مستقبل مضمون بسبب عدم توفر مكان تعليم مهني لهم أو فرصة عمل. عقّب رئيس المؤسسة Aart De Geus بالقول: " نحن غير قادرين على تحمل محذور ضياع جيل في أوروبا، لا من الناحية الاجتماعية ولا من الناحية الاقتصادية، يتوجب على الاتحاد الأوروبي وأعضاؤه بذل جهود استثنائية لتحسين الفرص المستدامة أمام الشباب".



ليست هناك تعليقات: