الجمعة، 30 يونيو 2023

وداعاً للسماء الصفراء: الحد من تلوث الهواء الناجم عن الدخان والغبار No more yellow sky: Reducing air pollution from smoke and dust

 







جسر تريبورو على طول النهر الشرقي في مدينة نيويورك مع تلوث هواء هائل جراء حرائق الغابات الكندية
بعدسة: جيمس أندروز1/شاترستوك


في أوائل يونيو/حزيران، تحولت السماء إلى اللون الأصفر في معظم أنحاء شمال شرق الولايات المتحدة. واستيقظ الناس على وقع الضباب الدخاني والسحب الضبابية والشمس الحمراء، وتم تحذيرهم من البقاء في منازلهم لحماية أنفسهم من مزيج سام من ملوثات الهواء. وفي مدينة نيويورك، تم تسجيل مستويات الجسيمات الدقيقة التي يبلغ حجمها 2.5 ميكرون أو أقل (PM2.5) عند معدل قياسي بلغ 400 ميكروغرام لكل متر مكعب. وتجاوزت هذه القراءة الإرشادات القياسية الموصى بها من جانب الوكالة الأمريكية لحماية البيئة بمقدار 11 مرة على مدار 24 ساعة، وكانت تعادل قيام كل شخص في المدينة، بما فيهم الأطفال الصغار، بتدخين 5-10 سجائر. وهذه المستويات غير المسبوقة من تلوث الهواء جعلت نيويورك الأكثر تلوثاً بين جميع المدن الكبرى في العالم في ذلك اليوم، مما أدى إلى إزاحة المدن التي تسجل الأرقام القياسية بصورة دائمة مثل نيودلهي أو لاهور.

كان الهواء الملوث في مدينة نيويورك وعبر الشمال الشرقي تحمله الرياح من ألبرتا ونوفا سكوتيا وكيبيك - وهي المقاطعات الكندية التي تعاني الارتفاع القياسي في درجات الحرارة والجفاف والذي تسبب في عدد غير مسبوق من حرائق الغابات.

جودة الهواء: شبكة معقدة من الأنظمة التي تؤثر على الجميع في كل مكان

تؤكد هذه الأحداث أن جودة الهواء هي عبارة عن شبكة معقدة من الأنظمة التي تؤثر على الجميع، في كل مكان، بدرجات متفاوتة. ومن المثير للقلق أنه منذ عام 2021، لم يستوف أي بلد الإرشادات السنوية لمنظمة الصحة العالمية بشأن جودة الهواء فيما يتعلق بالجسيمات الدقيقة PM2.5 المحيطة - وهي جزيئات دقيقة ملوثة للهواء، أو الجسيمات، والمسؤولة عن 6.4 ملايين حالة وفاة كل عام. وجدير بالذكر أن أقل من 50% من البلدان تحقق الهدف المتوسط الأقل صرامة. وبناءً عليه، فإن 99% من سكان العالم معرضون لتلوث الهواء وبما يتجاوز الحدود الموصى بها من جانب منظمة الصحة العالمية.

ومن المرجح أن تتفاقم حالات تلوث الهواء الحاد الناجم عن حرائق الغابات أو العواصف الرملية والترابية مع تغير المناخ . وهناك أسباب مختلفة لحدوث الحرائق، ولكن تواترها وشدتها المتزايدين يشيران إلى الصلة المعقدة بين الظواهر الجوية المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ وتلوث الهواء. وفي أمريكا الشمالية، تتفاقم آثار ظاهرة إلنينيو/التذبذب المناخي الجنوبي، التي تجلب معها طقساً أكثر جفافاً وسخونة في شمال الولايات المتحدة وكندا، بسبب تغير المناخ. وأصبحت مواسم حرائق الغابات بالفعل أطول زمناً وأكثر حدة. ففي الولايات المتحدة، زادت المساحة المحروقة بشكل كبير من نحو 1.3 مليون فدان في عام 1983 إلى أكثر من 7.6 ملايين فدان في عام 2020. ولا يقتصر هذا الاتجاه على الولايات المتحدة وكندا. ففي السنوات الأخيرة، اجتاحت حرائق الغابات الشديدة مناطق الأمازون وألاسكا وأستراليا وكاليفورنيا وأوروبا وإندونيسيا وروسيا وتركيا، ونشرت التلوث عبر مسافات شاسعة.

ولا يساهم ارتفاع درجات الحرارة والظروف الأكثر جفافاً بسبب تغير المناخ في زيادة حرائق الغابات فحسب، بل يرتبط أيضاً بزيادة رقعة التصحر. ويمكن أن يؤدي جفاف الأراضي وتدهورها إلى تكثيف العواصف الرملية والترابية، التي تحمل مع حرائق الغابات مخاطر بيئية وصحية كبيرة. وتشتد العواصف الرملية والترابية، حيث تدفعها رياح قوية تحمل جزيئات الغبار من التربة القابلة للتآكل، لاسيما في المناطق المتدهورة والمتأثرة بالجفاف، بسبب الممارسات غير المستدامة المتعلقة بالأراضي، وإزالة الغطاء النباتي، وفقدان التنوع البيولوجي . فهي تدمر ملايين الهكتارات من الأصول الطبيعية المتجددة وتساهم بشكل كبير في تلوث الهواء في بعض أجزاء العالم. وتكشف دراسات حديثة أن أكثر من 50% من المتوسط السنوي للتعرض للجسيمات الدقيقة PM2.5 في آسيا الوسطى وجنوب القوقاز يمكن إرجاعه إلى الغبار الطبيعي وحرائق الغابات.

"لا يساهم ارتفاع درجات الحرارة والظروف الأكثر جفافاً بسبب تغير المناخ في زيادة حرائق الغابات فحسب، بل يرتبط أيضاً بزيادة رقعة التصحر. ويمكن أن يؤدي جفاف الأراضي وتدهورها إلى تكثيف العواصف الرملية والترابية، التي تحمل مع حرائق الغابات مخاطر بيئية وصحية كبيرة."  يُعد تلوث الهواء جزءًا من حلقة تفاعلية ارتدادية تضاعف الآثار المناخية

يؤثر تلوث الهواء الناجم عن الدخان والغبار على البيئة والصحة العامة والإنتاجية.  وهو جزء من حلقة تفاعلية ارتدادية تضاعف الآثار المناخية، حيث تُعد حرائق الغابات مصدراً رئيسياً لانبعاثات غازات الدفيئة وتدمير الغابات، في حين ترتبط العواصف الترابية الطبيعية بتآكل التربة وفقدانها للكربون، فضلاً عن انخفاض غلات المحاصيل الزراعية.

وفي أوكرانيا المتضررة من الحرب، أسهمت حرائق الغابات بشكل كبير في زيادة الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء، حيث يعود نحو 8% من انبعاثات الجسيمات الدقيقة PM2.5 إلى حرائق الغابات.  وفي أوزبكستان، قدرت دراسة حديثة الخسائرَ الاقتصادية الناجمة عن العواصف الرملية والترابية من قاع بحر آرال الجاف بنحو 44 مليون دولار سنوياً. وتشير الدراسة إلى أن التخطيط الدقيق لاستعادة الأراضي الطبيعية يمكن أن يحد بشكل كبير من تلوث الهواء ويحسن الصحة وسبل كسب العيش، مما يوفر منافع سنوية تتراوح بين 28 و44 مليون دولار. كما تسلط الضوء على أن استعادة الأراضي الطبيعية يمكن أن تسهم أيضاً في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال منع إطلاق الكربون وامتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وتسببت حرائق الغابات في تركيا في عام 2021 في أضرارٍ جسيمة للبنية التحتية الحضرية والحرجية والزراعية، مما أثر على المناطق السكنية، وأسفر عن خسائر بيئية وبشرية واقتصادية. ووافق البنك مؤخراً على مشروع الغابات القادرة على الصمود أمام تغير المناخ في تركيا بقيمة 400 مليون دولار بهدف معالجة بعض هذه التحديات واستعادة المناطق التي طالتها الحرائق. ومن شأن هذا المشروع أن يعود بالنفع على القرى والمجتمعات المحلية التي تعيش في الغابات، إذ سيوفر مساندة لسبل كسب العيش والتوظيف لما يبلغ 21 ألف أسرة، ومساعدات مالية وفنية لعدد 2000 مشروع تقودها نساء. وفي جمهورية قيرغيز، يهدف مشروع بقيمة 50 مليون دولار قيد الإعداد حالياً إلى معالجة تلوث الهواء في العاصمة بشكيك التي احتلت المرتبة الأولى عالمياً من حيث تلوث الهواء عدة مرات في السنوات الأخيرة، وذلك حسب مؤشر جودة الهواء. ومن المقرر أن يساند هذا المشروع الحدَ من تلوث الجسيمات الدقيقة PM2.5 عن طريق تحسين النظام الوطني لإدارة جودة الهواء والتدابير الرامية إلى توفير تدفئة أنظف للأسر، ومشروع تجريبي للحزام الأخضر حول المدينة، ورفع مستوى صيانة المساحات الخضراء للحد من الغبار الناتج عن الرياح وتأثيرات ارتفاع الحرارة في المناطق الحضرية.

تنقية الهواء: ما هي أسباب أهمية الإجراءات على صعيد السياسات

في المناطق القاحلة مثل تلك الواقعة في آسيا الوسطى وجنوب القوقاز وتركيا، وفي مختلف أنحاء العالم، يمكن للإستراتيجيات والسياسات الوطنية الشاملة للنمو الأخضر المقترنة بالإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والمشاركة المجتمعية أن تحد بشكل كبير من تلوث الهواء، وأن ترتقي بمستوى الصحة، وأن توفر فرص عمل معتبرة على المستوى المحلي. كما يمكن أن تحقق الجهود الفعالة لإعادة الأراضي إلى هيئتها الأصلية والحفاظ على التربة، وتخضير المناطق الحضرية، وإدارة الحرائق منافعَ عالمية من خلال التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز القدرة على الصمود أمام الصدمات الناجمة عن تغير المناخ في المستقبل.

وفي نهاية المطاف، يُعد الهواء النظيف من المنافع العامة العالمية . ففوائده تتجاوز الحدود، وتتطلب تعاوناً على المستوى الإقليمي، كما أن الجميع يتمتع بها. وعن طريق الاستجابات الفعالة على صعيد السياسات المتعلقة بالمناخ والبيئة وجودة الهواء، يمكننا ضمان بقاء سمائنا زرقاء لا صفراء.

بقلم

سانجي سريفاستافا

مدير قطاع الممارسات العالمية للبيئة والموارد الطبيعية والاقتصاد الأزرق، منطقة أوروبا وآسيا الوسطى، البنك الدولي

 

الصفحة متوفرة باللغة

 



ENFRWC الشبكة المصرية

 أثني عشر عام مكرسة لخدمة القطاع الناشئ

 Years Devoted to serving the RE sector & Water fields Twelve

More than 131.000 Followers worldwide

اكثر من 131.000 متابع حول العالم


الجمعة، 23 يونيو 2023

Elsewhere: A Better Forecast of Fed. Interest Rates في مكان آخر: توقعات أفضل لأسعار الفائدة الامريكية

 







 

Fed watchers on Wall Street have had a bad past few months. For a long time, they incorrectly expected the Federal Reserve to pause its interest-rate raising at its May 3 meeting. The Fed raised rates instead. In late May they widely expected the Fed to raise rates at its June 14 meeting. That turned out to be wrong, too. The Fed paused

 

Good Judgment Inc., a private forecasting outfit, calculates that its so-called superforecasters — a panel of 177 people including economists and investors but also political scientists, natural scientists, engineers and others — were more accurate in two respects: closer to the mark and with less variability. That’s captured in their Brier score, in which zero is perfect accuracy. The superforecasters’ Brier score over the past four Fed meetings was 0.05, while that of forecasters included in the widely consulted CME FedWatch Tool was 0.14. As of Tuesday, June.20, the superforecasters were putting a 73 percent probability on a July hike by the Fed

 

مر مراقبو بنك الاحتياطي الفيدرالي في وول ستريت بأشهر قليلة ماضية سيئة. لفترة طويلة ، توقعوا بشكل غير صحيح أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بإيقاف رفع سعر الفائدة مؤقتًا في اجتماعه في 3 مايو. رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بدلاً من ذلك. في أواخر مايو ، توقعوا على نطاق واسع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه في 14 يونيو. اتضح أن هذا خطأ أيضًا. توقف الاحتياطي الفيدرالي.

تحسب شركة Good Judgement Inc. شركة تنبؤ خاصة ، calculates أن ما يسمى بجهات التنبؤ الفائقة - لجنة مكونة من 177 شخصًا بما في ذلك الاقتصاديون والمستثمرون ولكن أيضًا علماء السياسة وعلماء الطبيعة والمهندسون وغيرهم - كانوا أكثر دقة من ناحيتين: أقرب إلى العلامة وبتقلب أقل.

 تم تسجيل ذلك في نقاط Brier Brier score الخاصة بهم ، حيث يمثل الصفر دقة تامة. كانت نتيجة Brier  للقائمين على البث التنبؤ الفائق خلال الاجتماعات الأربعة السابقة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي 0.05 ، في حين أن درجة المتنبئين المتضمنين في أداة CME FedWatch CME FedWatch Tool لتي تمت استشارتهم على نطاق واسع كانت 0.14.

 اعتبارًا من يوم الثلاثاء 20 يونيو، كان القائمون على التنبؤ الفائق يضعون احتمالًا بنسبة 73 في المائة لرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفايدة في يوليو





ENFRWC الشبكة المصرية

 أثني عشر عام مكرسة لخدمة القطاع الناشئ

 Years Devoted to serving the RE sector & Water fields Twelve

More than 131.000 Followers worldwide

اكثر من 131.000 متابع حول العالم


الأربعاء، 14 يونيو 2023

الثروة الخفية للأمم: اقتصاديات المياه الجوفية في أوقات تغير المناخ The Hidden Wealth of Nations: Groundwater’s Critical Role in a Changing Climate

 









 قرويون يتجمعون حول بئر بإحدى المناطق الريفية بالهند. بعدسة: شاترستوك/برابودا


نقاط رئيسية

·  بوصفها "تأمين من الطبيعة" تحمي المياه الجوفية الأمنَ الغذائي، وتحد من الفقر، وتعزز النمو الاقتصادي القادر على الصمود، لكن هذا المورد مهدد بفرط الاستغلال والتلوث.

·  من الضروري اتخاذ إجراءات سياسية رفيعة المستوى لإعطاء الأولوية للمياه الجوفية ومواءمة التكاليف الخاصة والاجتماعية لاستخدامها.

·  تقرير جديد للبنك الدولي يبحث القيمةَ الاقتصادية للمياه الجوفية، وتكاليف سوء استخدامها، والفرص المتاحة للاستفادة منها بشكل أكثر فعالية.


تُعد المياه الجوفية بالغة الأهمية للنشاط الاقتصادي والنمو والأمن الغذائي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن التكيف مع الآثار الناجمة عن تغير المناخ. لكن استدامة هذا المورد الحيوي محاطة بالخطر في العديد من المناطق، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم تقديره على نحو ملائم كما أنه يعتبر من المُسَلمات. وفي سياق الضغوط العالمية على منظومات الغذاء وإمدادات المياه، يتعين على واضعي السياسات العمل الآن لضمان التعامل مع المياه الجوفية على نحو مسؤول عبر مختلف القطاعات التي تعتمد على هذا المورد.

إن المياه الجوفية هي أهمَ مواردنا من المياه العذبة - لاسيما في الأوقات التي يضرب فيها الجفاف. ومع ما يشهده تغير المناخ من تطورات، يتعين على واضعي السياسات رفع مستوى الإدراك والوعي بأهمية هذا المورد الحيوي وحُسن إدارته. ويبحث تقرير جديد للبنك الدولي القيمةَ الاقتصادية للمياه الجوفية، وتكاليف سوء استخدامها، والفرص المتاحة للاستفادة منها بشكل أكثر فعالية.

ويُبين التقرير الصادر تحت عنوان: "الثروة الخفية للأمم: اقتصاديات المياه الجوفية في أوقات تغير المناخ" كيف يمكن للمياه الجوفية أن تسهم في حماية الأمن الغذائي وتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. غير أن هذا المورد، وفي معظم الحالات، تعرض للتقييم بأقل من قيمته الحقيقية والإفراط في استغلاله، دون إيلاء الاعتبار الكافي فيما يتعلق باستدامته على الأجل الطويل، الأمر الذي يرجع في شقٍ منه إلى عدم توافر بحوث منهجية حول الأهمية الاقتصادية لهذا المورد.

ومن هذا المنطلق، يقدم التقرير الجديد بيانات وأدلة وشواهد جديدة على أنه بالإمكان تعظيم حصاد المياه الجوفية حالياً أو مستقبلاً، إذا وُضعت سياسات صحيحة وتم تطبيقها.

آلية تأمين الطبيعة

تُعتبر المياه الجوفية هي آلية التأمين الخاصة بالطبيعة، حيث يمكنها درء ثلث الخسائر الناجمة عن موجات الجفاف في النمو الاقتصادي العالمي، مع ضمان عدم نفاد المياه في المدن في أثناء فترات الجفاف الممتد.  



ويكتسي هذا المورد أهمية خاصة بالنسبة للقطاع الزراعي، حيث يمكنه خفض ما يصل إلى نصف الخسائر الناجمة عن تقلبات هطول الأمطار في إنتاجية هذا القطاع. وهذا يعني بدوره توفير الحماية من سوء التغذية. وفي تناقض صارخ، يؤدي نقص إمكانية الحصول على المياه الجوفية الضحلة إلى زيادة فرص الإصابة بالتقزم بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة قد تصل إلى 20%.

وعلى هذا النحو، يمكننا استخدام هذا المورد في السعي لتحقيق أهدافنا الإنمائية الجماعية. فعلى سبيل المثال، يمكن للمضخات التي تعمل بالطاقة الشمسية ويتوفر لها ضمانات وقائية كافية أن تزيد من الري باستخدام المياه الجوفية في أفريقيا جنوب الصحراء، وبالتالي الحد من الفقر وحماية المجتمعات المحلية من الصدمات المناخية.

وعلى نطاق أوسع، ومع ازدياد آثار تغير المناخ، يمكن للمياه الجوفية أن تستمر في لعب دور بالغ الأهمية في الحفاظ على النظم الإيكولوجية الحساسة التي تحجز الكربون، وفي حماية المجتمعات المحلية المعرضة للخطر من الظواهر المناخية القاسية.

 


مورد يساء إدارته

لكن استنفاد منسوب المياه الجوفية وتدهور نوعيتها والمنافسة المتزايدة على هذا المورد يهدد استدامته. وهذا يعني أن المجتمعات يمكن أن تصبح أكثر عرضة للصدمات المناخية.

وبالرغم من عدم كفاية استخدام المياه الجوفية في بعض البلدان، فإن بلداناً أخرى أصبحت تعتمد عليها اعتماداً مفرطاً. وبالفعل، فإن ما يصل إلى 92% من مكامن المياه الجوفية العابرة للحدود في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا تُظهر مؤشرات على نضوب المياه الجوفية. وفي جنوب آسيا، وفرت المياه الجوفية ميزة في الإيرادات الزراعية تتراوح بين 10% و20%، لكن هذه المنافع آخذة في التراجع مع نضوب الموارد.

وعلى الطرف الآخر من المعادلة، لا يتم استخدام المياه الجوفية في أفريقيا جنوب الصحراء. ويعيش أكثر من 255 مليون شخص في المنطقة في فقرٍ في مناطق يمكن فيها التوسع في نطاق استخدام المياه الجوفية الضحلة. وعن طريق استخدام هذا المورد على نحو مسؤول - وتقديره على نحو ملائم - يمكن لهذه المنطقة تحسين غلاتها الزراعية والنهوض بالجوانب الإنمائية فيها.

دعوة إلى اتخاذ إجراءات سياسية عاجلة لإعطاء الأولوية للمياه الجوفية

تتمثل إحدى الرسائل الرئيسية للتقرير في ضرورة قيام واضعي السياسات بإعطاء الأولوية للمياه الجوفية لضمان استخدامها بطريقة تعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد والبيئة. ومن الضروري اتخاذ إجراءات سياسية رفيعة المستوى لمواءمة التكاليف الخاصة والاجتماعية لاستخدام المياه الجوفية.

على سبيل المثال، يمكن للسياسات الموجهة وإصلاحات الدعم أن تضمن ألا يؤدي التوسع في الطاقة الخضراء والاستثمار الزراعي إلى الإفراط في استغلال المياه الجوفية وتدهورها وسوء إدارتها هي وما يعتمد عليها من نظم إيكولوجية.

ويؤثر الدعم الحكومي للزراعة - بنحو 635 مليار دولار سنوياً - على الخيارات الخاصة بالمحاصيل الزراعية والري، بما في ذلك مقدار استخدام المياه الجوفية. وهذا يعني ضرورةَ وضع سياسات زراعية وإصلاحات للدعم تراعي المياه الجوفية لتعزيز الإدارة المستدامة لهذا المورد الحيوي. ففي نيبال، على سبيل المثال، أدى الدعم للري باستخدام الطاقة الشمسية وتوسيع نطاقه إلى دفع المزارعين لتوسيع سبل كسب أرزاقهم في الإنتاج الزراعي لتشمل تربية الأحياء المائية.

وفي الوقت نفسه، يؤدي انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية والتحرك المتسارع نحو الطاقة النظيفة بشكل عام إلى إتاحة الفرصة أمام واضعي السياسات للنظر في إدارة المياه الجوفية في سياساتهم ومؤسساتهم واستثماراتهم الخضراء. ومع سهولة الحصول على تكنولوجيا الطاقة الشمسية بأسعار معقولة، يمكن أن نرى توسعاً في استخدام المياه الجوفية في الري وإمدادات المياه، مما يزيد من مخاطر الإفراط في استغلالها.

ومن الضروري التوصل إلى فهم شامل للآثار المترابطة فيما بينها على أهداف الاستدامة والحد من الفقر من أجل تقييم المفاضلات وتوجيه السياسات. ومن بين الاعتبارات المهمة الأخرى التي يجب النظر فيها من جانب واضعي السياسات هي طبيعة مكامن المياه الجوفية التي تقع في أراضيهم، ومستوى استخدام هذه الموارد، والحاجة إلى الحفاظ على مستوى جودتها.

وبطبيعة الحال، سيتعين على كل بلد مراعاة ظروفه الخاصة عند وضع السياسات الخاصة بالمياه الجوفية.

وحيثما تكون المياه الجوفية حالياً غير مستغلة - في أفريقيا جنوب الصحراء، على سبيل المثال - سيكون من المهم الارتقاء بمستوى المعرفة بهذه الموارد وتحديد أولويات تنمية مكامن المياه الجوفية الضحلة المحلية لدعم الري، وتحسين الأمن الغذائي، والتخفيف من حدة الصدمات المناخية.

وبالنسبة للبلدان التي تستخدم كميات معتدلة من المياه الجوفية - مثل كمبوديا ونيكاراغوا ومعظم بلدان أوروبا الشرقية - فينبغي تحسين مستوى إدراك قيمة هذه الموارد لضمان الحفاظ على جودتها واستدامتها.

وحيثما يكون الاستغلال المفرط للمياه الجوفية - كما هو الحال في كثير من مناطق جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا - فمن الضروري اتخاذ إجراءات إضافية، بما في ذلك برامج تعزيز مصادر المياه غير التقليدية، وتخزين المياه السطحية، وتحسين إدارة الطلب عليها.

وفي كل حالة من هذه الحالات، فقد حان وقت إعطاء المياه الجوفية الاهتمام الذي تستحقه من جانب واضعي السياسات


Français



مواضيع ذات صلة   English Only 


رؤية الثروة الخفية: تقرير إستراتيجي عن جودة المياه الجوفية

قد تكون المياه الجوفية مخفية لكن سر استدامتها ليس كذلك

تخزين المياه في صميم التكيف مع تغير المناخ

المدونات

تحسين تنمية المياه الجوفية في منطقة الساحل

تدريب الجيل القادم من خبراء المياه الجوفية في منطقة الساحل

رؤية الثروة الخفية: تعطيل رصد المياه الجوفية في منغوليا

دانكن-كروجر، جودة المياه الجوفية وتجنب الفشل الأخلاقي الجماعي

الهند تسعى إلى وقف الانخفاض المثير للقلق في المياه الجوفية

 

RELATED

Seeing the Invisible: A Strategic Report on Groundwater Quality

Groundwater May Be Hidden, But the Secret to Its Sustainability Is Not

Water Storage Is at the Heart of Climate Change Adaptation

Blogs

Improving groundwater development in the Sahel Region

Training the next generation of groundwater specialists in the Sahel

Seeing the invisible: Disrupting groundwater monitoring in Mongolia

Dunning-Kruger, groundwater quality, and avoiding a collective moral failing

India seeks to arrest its alarming decline in groundwater





ENFRWC الشبكة المصرية

 أثني عشر عام مكرسة لخدمة القطاع الناشئ

 Years Devoted to serving the RE sector & Water fields Twelve

More than 131.000 Followers worldwide

اكثر من 131.000 متابع حول العالم

الخميس، 8 يونيو 2023

أكبر مشروع لطاقة الرياح في أفريقيا إمارتي ومصري largest wind energy project in Africa, Emirati and Egyptian

 








أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، وائتلاف شركائها "انفنيتي باور" أكبر شركة للطاقة المتجددة في أفريقيا، وشركة "حسن علام للمرافق" منصة استثمارية للبنية التحتية المستدامة، عن توقيع اتفاقية مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر، لتوفير قطعة أرض مخصصة لإنشاء مشروع محطة لطاقة الرياح بقدرة إنتاجية تبلغ 10 جيجاواط في جهورية مصر العربية بتكلفة استثمارية تتجاوز ال 10 مليار دولار، والذي  سيشكل عند اكتماله أحد أكبر محطات طاقة الرياح في العالم.

صرح هشام الجمل مدير عام  بشركة انفينتي باور  "نحن سعداء للغاية ببدء العمل في هذا المشروع المهم. إنّ مشروع مزرعة الرياح البرية بقدرة 10 جيجاواط لن يحقق فقط التزامنا خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (COP 27)، ولكنه سيتيح لنا أيضًا زخماً كبيراً قبل مشاركتنا في القمة القادمة (COP 28).

شهد مراسم توقيع الاتفاقية التي أقيمت في القاهرة، كل من د.مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، ود.سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر COP28، رئيس مجلس إدارة "مصدر"،  ود.محمد شاكر المرقبي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، ومحمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، وناير فؤاد ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفنيتي باور ، وحسن وعمرو علام ، الرئيسان التنفيذيان لشركة حسن علام القابضة.

 ستنتج محطة طاقة الرياح عند اكتمالها 47790 جيجاواط ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً وستسهم في تفادي انبعاث 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل 9% تقريباً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية في مصر. وسيسهم المشروع في تحقيق هدف مصر المتمثل في ضمان أن تشكل الطاقة المتجددة 42% من مزيج الطاقة بحلول عام 2035.

 يأتي المشروع في إطار مبادرة الممر الأخضر في مصر، التي تعتبر شبكة مخصصة لمشاريع الطاقة المتجددة، وستوفر محطة طاقة الرياح بقدرة 10 جيجاواط على مصر ما يقدر بنحو 5 مليارات دولار أمريكي سنوياً من تكاليف الغاز الطبيعي السنوية.

"مصدر" أعلنت خلال شهر مارس الماضي، عن إتمام "انفينتي باور"، الشركة المشتركة بين "مصدر"، و"انفينتي  المصرية"، صفقة الاستحواذ على جميع أسهم شركة "ليكيلا باور" التي تقوم بتطوير العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا، الصفقة التي تجعل من إنفنيتي باور أكبر شركة للطاقة المتجددة في القارة الأفريقية .  كما أظهرت "مصدر" التزامها بالمساهمة بدعم قطاع الطاقة النظيفة في القارة من خلال توقيع اتفاقيات خلال شهر يناير الماضي، لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى 5 جيجاواط في دول أنغولا وأوغندا وزامبيا

شركة "مصدر" و"حسن علام للمرافق" وشركة "إنفينيتي باور"، وقعوا خلال مؤتمر COP27 الماضي اتفاقيات مع مؤسسات مدعومة من الحكومة المصرية للتعاون في تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 4 جيجاواط بحلول عام 2030، إضافة إلى عن إنتاج 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً.


Abu Dhabi Future Energy Company "Masdar", world leader in renewable energy, and its consortium of partners "Infinity Power", largest renewable energy company in Africa, and "Hassan Allam Utilities", an investment platform for sustainable infrastructure, announced the signing of an agreement with the New and Renewable Energy Authority in Egypt, NREA , to provide a plot of land allocated for the construction of a wind power plant project with a production capacity of 10 gigawatts in Egypt, at an investment cost exceeding $10 billion US dollars, which, when completed, will constitute one of the largest wind power plants in the world

Hisham El-Gamal, General Manager of Infinity Power, stated, “We are very pleased to start working on this important project. The 10 GW onshore wind farm project will not only fulfill our commitment during the United Nations Climate Change Summit (COP 27), but it will also give us a great impetus ahead of Our participation in the upcoming summit COP 28

The signing ceremony of the agreement, which was held in Cairo, was attended by Dr. Mostafa Madbouly, Egyptian Prime Minister, Dr. Sultan bin Ahmed Al Jaber, Minister of Industry and Advanced Technology, President-designate of the COP28 Conference, Chairman of the Board of Directors of "Masdar", and Dr. Mohamed Shaker Al-Marqabi, Minister Electricity and Renewable Energy in Egypt, Mohamed Jamil Al Ramahi, CEO of Masdar, Nayer Fouad, CEO of Infinity Power, and Hassan and Amr Allam, CEOs of Hassan Allam Holding Company

  When completed, the wind power plant will produce 47,790 GWh of clean energy annually and will contribute to avoiding the emission of 23.8 million tons of CO2, equivalent to approximately 9 percent of Egypt's current CO2 emissions. 

The project will contribute to achieving Egypt's goal of ensuring that renewable energy constitutes 42 percent of the energy mix by 2035

  The project comes within the framework of Egypt's Green Corridor Initiative, which is a network dedicated to renewable energy projects. The 10 GW wind power plant will save Egypt an estimated $5 billion US dollars annually in natural gas costs

"Masdar announced last March that "Infinity Power", the joint venture company between "Masdar" and "Infinity of Egypt", had completed the acquisition of all shares of "Lekila Power", which is developing several renewable energy projects in Africa.

 The deal that makes Infinity Power the largest renewable energy company on the African continent. Masdar also showed its commitment to contribute to supporting the clean energy sector on the continent by signing agreements last January to develop renewable energy projects with a total capacity of 5 gigawatts in the countries of Angola, Uganda and Zambia

"Masdar", "Hassan Allam Utilities" and "Infinity Power", during the last COP27 conference, signed agreements with institutions supported by the Egyptian government to cooperate in developing green hydrogen production plants with a capacity of 4 gigawatts by 2030, in addition to producing 480,000 tons of green hydrogen annually

ENFRWC الشبكة المصرية

 أثني عشر عام مكرسة لخدمة القطاع الناشئ

 Years Devoted to serving the RE sector & Water fields Twelve

More than 131.000 Followers worldwide

اكثر من 131.000 متابع حول العالم