الاثنين، 16 فبراير 2015

جدل جدوي الطاقة النووية والطاقات المتجددة 14من 15 Controversial feasibility of nuclear power and renewable energies 14 of 15



اعداد: محمد السيد درويش
 في خريف 2009 وفي تحليل لحساب الوكالة الألمانية للحماية من الاشعاعات قدم الباحثون تقديراتهم حول الصناعة النووية.. ستقل نسبة مشاركة الطاقة النووية في تغطية احتياجات العالم من الكهرباء من 14,8% عام 2006 إلى 9,1% عام 2020، وإلى 7.1% عام 2030. في نفس العام أوضح مجلس خبراء القضايا البيئية التابع للحكومة الألمانية أن استمرار تشغيل أو تطوير محطات الطاقة الكبيرة العاملة بالفحم واليورانيوم يتعارض مع أي تطوير مستهدف لزيادة إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة. "من غير المعقول فنياً واقتصادياً السير في كلا الطريقين معاً".
 
 ببساطة سياسة الاعتماد على المفاعلات النووية ذات الجهد العالي لتوليد الكهرباء، من غير الممكن فنياً، إلا بتكلفة عالية، خفض الطاقات المولدة منها لتتناسب مع تقلبات الطاقات المتجددة، مع مخاطر تتعلق بالأمن والسلامة، عند خفض الطاقات المولدة من المفاعل النووي المعين. بعبارة أخرى التوجه نحو الطاقات المتجددة يتعارض، رغم إدعاء الصداقة معها، مع دعوات مشغلي المفاعلات النووية في أن الكهرباء الخضراء والنووية يستهدفان خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحماية البيئة والحد من التلوث.
         بالفعل تشغيل المفاعلات النووية لا ينتج عنه غاز ثاني أكسيد الكربون، في نفس الوقت النفايات المشعة لم تجد حتى الأن المدفن الآمن النهائي. إذا كانت محطات الطاقة النووية لا تصدر غازات تؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري، فالنفايات النووية ومشكلة التخلص منها تهدر وتبدد أي فائدة من غياب الانبعاثات الضارة بالمناخ!!
 
 حسب معهد فراونهوفر Fraunhofer institute, Kassel لطاقة الرياح وتقنية أنظمة الطاقة الكبيرة في مدينة كاسل، محطات الطاقة الكبيرة في نظام التيار الكهربائي المستقبلي آخذه في التراجع.. من هنا ولهذا السبب تحارب جماعات الضغط التابعة للصناعة النووية مشاريع الطاقات المتجددة حول العالم. مفاعل الماء المضغوط الأوروبي لا يستطيع إلا بصعوبة مسايرة تقلبات التيار الكهربائي الناتج عن الطاقات المتجددة.
جدير بالذكر أن شركة E.on الألمانية وشركة الكهرباء الفرنسية قاما بتحذير الحكومة البريطانية عام 2008 من دعم الطاقات المتجددة "بلا حساب" وإلا ستوقف الشركتان مشاريعهم لتنفيذ محطات نووية بريطانية.
 طالبت الشركة الألمانية بحصر الجزء المتعلق بالكهرباء الخضراء بالثلث كحد أقصى في استهلاك الجزر البريطانية حتى عام 2020 أسوة بألمانيا.
إذن الطاقة النووية وعلى عكس ما يشيع أنصارها، تعيق انتشار الطاقات المتجددة لاختلاف نوعية الإمداد بالتيار الكهربائي، من ثابت من المفاعل النووي إلى متقطع حسب محطات الطاقة المتجددة. توجيه الموارد المالية الهائلة للمفاعلات النووية ستكون على حساب إقامة نظام آمن/ مستدام للطاقة الكهربائية الخضراء اعتماداً على المصادر المتجددة في مصر.
 
 توسع مصر باسم خليط الطاقة في الاعتماد على الفحم والطاقة النووية مستقبلاً لن يغني أبداً عن إعطاء "الأولوية القانونية" للكهرباء المولدة من مصادر متجددة في الدخول على الشبكة المصرية، طريقاً وحيدا لتحرير سوق الكهرباء في الوادي والدلتا.
 
السؤال المائة والحادي والستون: خليط الطاقة لا يجب أن يكون هدف في حد ذاته بل وسيلة لتحقيق الاستدامة في معروض الطاقة.. كيف يتحقق هذا الهدف؟ ومتى؟
السؤال المائة والثاني والستون: سيناريوهات خليط الطاقة المصرية الممولة أوروبياً.. هل راعت معيار الاستدامة؟ أم الكلفة الاقتصادية المباشرة دون اعتبار الكلفة المجتمعية غير المباشرة؟
السؤال المائة والثالث والستون: هل واضعي سياسة الطاقة المصرية منتبهون لتعارض التشغيل الاقصادي للمفاعلات الطاقة النووية مع التشغيل الواسع لمحطات الطاقة المتجددة؟ لماذا؟
السؤال المائة والرابع والستون: عدم وجود تعارض من حماية المناخ وتوليد الكهرباء من المفاعلات النووية، محض اختلاق وتلفيق .. هل تتفق مع هذا الرأي؟ ولماذا؟
السؤال المائة والخامس والستون: كيف تتحقق الاستدامة في النظام الطاقة المصري؟ وبأي معنى؟
السؤال المائة والسادس والستون: خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالتوسع في محطات الطاقة النووية.. خيار حكيم وله جدوى اقتصادية أم لا؟ ولماذا؟
السؤال المائة والسابع والستون: الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في مصر جعل الأولوية لاستمرار الإمداد به دون نوعيته، وكلفته.. حتى متى؟
السؤال المائة والثامن والستون: هل العالم بانتظار كارثة نووية، أخطر من فوكوشيما، ليتوقف الحديث الدعائي حول الطاقة النووية صديقة البيئة؟ وإعطاء الدفعة القوية للطاقات المتجددة؟
السؤال المائة والتاسع والستون: هل يصدر بيان عن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة محللاً ومفسراً سبب الجمع بين الطاقة المتجددة والنووية في سيناريوهات قطاع الطاقة للسنوات القادمة؟
السؤال المائة والسبعون: هل ترك سوق استيراد مستلزمات الطاقة المتجددة دون رقابة حكومية رادعة حسب مواصفات قياسية متفق عليها الهدف منه تخريب السوق الوليد لصالح الأسواق القديمة للطاقات التقليدية والجديدة النووية؟ لماذا؟
 
تعقيب واجب:
 
 كشفنا عن انحيازنا للطاقة المتجددة منذ بداية سلسلة الطاقة النووية للناس العادية ، احتراماً للحقيقة والقراء. متطلعين للحصول على إجابات شافية للأسئلة النووية كي لا نقع في مصيدة المفاعلات النووية التي لا فكاك منها حسب كل التجارب الدولية حتى الأن. إذا كان الشعب هو القائد والمعلم حسب أدبيات السياسة المصرية الان فهو صاحب المصلحة الأول والوحيد لمعرفة كل تفاصيل سياسات الطاقة الساعية لضم الكهرباء النووية اليها ، كي يعلن قبوله أورفضه حسب مصالحه... بحرية ووعي.




ليست هناك تعليقات: