الاثنين، 12 يناير 2015

بوابة روزاليوسف تواصل فتح ملف الطاقة النووية للناس العادية (9-15)





- حادثة فورسمارك واحد بالسويد .. صرخة تحذير صامتة!! 

اعداد : محمد السيد درويش


   في 25 يوليو سنة 2006 الساعة 1,19 بعد الظهر، اثنين من مولدات تعمل بالديزل في محطة فورسمارك واحد على بعد 100 كم شمال عاصمة السويد، استكهولم، يفترض عند الضرورة، أن يزودا نظام التحكم في المفاعل ومضخات التبريد الاحتياطية بالتيار الكهربائي، توقفا عن العمل فجاءة. نتيجة لذلك وعلى مدار 22 دقيقة من الرعب، عمر العطل، بقيت شاشات مرصد المفاعل صفحة بيضاء. لم ترسل مجسات القياس إشارات حول التفاعل النووي المتسلسل داخل المفاعل. حتى جزء من أجهزة مكبرات الصوت، مفترض أن تطلق انذاراً بالإخلاء، بقيت صامتة. لم تظهر معلومات حيوية حول مكان أطقم السيطرة والتحكم بالتفاعل المتسلسل في نواة المفاعل، أو وضع الماء البارد في أحواضه. توقفت رحلة المفاعل السويدي العمياء عندما تمكن أحد الفنيين من تشغيل أحد محركي الديزل المتعطلين يدوياً من خلال الضغط على المفتاح، وعودة التيار الكهربائي للسريان في أنظمة القياس والأمان.
  ماذا حدث؟ لا أحد يعرف بدقة لتعطل أجزاء كبيرة في أنظمة المراقبة في المفاعل خلال دقائق الرعب الطويلة! عجز الخبراء عن الإجابة على السؤال، لماذا توقفت اثنين من المولدات الأربعة، ذات الطراز الواحد، عن تزويد المفاعل بالتيار الكهربائي؟
  المثير ما توصلوا إليه أخيراً.. لو كان المولدان استجابا ولم يتعطلا لخرج المفاعل عن السيطرة. كانت ستصاب جميع الخطط الأربعة لحماية المفاعل بالعطل، حدث طارئ لا يمكن التعامل معه ضمن معايير الأمن والسلامة للمنشأة (من تقرير رسمي صدر عام 2006) حادث غير متوقع وقابل للتكرارهذا هو المخيف.
بحسب خبراء الطاقة النووية، لا ضمانات لعدم تكرار حوادث مفاجئة، وغير معد لها سلفاً. رغم إدعاء بعضهم أن الخبرة تراكمت لديهم في التعامل مع أنظمة الأمن والسلامة بالمفاعلات النووية، وقدروها بخبرة تعادل 13 ألف سنة! من خلال أنظمة المحاكاة التكنولوجية الحديثة.
السؤال المائة والحادي عشر: كيف نجح خبراء الطاقة النووية في تغيير الخطاب السياسي/ الاجتماعي عن مشاكل الأمن والسلامة إلى حديث توافر الطاقة النووية، والجدوى الاقتصادية لخدمة الصناعة والاقتصاد؟
السؤال المائة والثاني عشر: نجحوا أيضاً في تقديم تكنولوجيا الطاقة النووية ضمن أنواع أخرى متعددة، مما ساهم في ابتعاد الاهتمام العام عن القضايا المتعلقة بالأمن والسلامة.. كيف يواجه الإعلام المتخصص هذا التحدي؟
السؤال المائة والثالث عشر: نجاح مروجي الطاقة النووية في تحويل الأنظار عن قضايا الأمن والسلامة يقلق أنصار الطاقة النووية المهمومين بمستقبل الصناعة.. علل؟
السؤال المائة والرابع عشر: الوعد الأمريكي "مفاعلات يمكن تخطي حوادثها بلا أضرار" Walk away – Reactors صدر منذ ثلاثين عاماً .. هل تحقق؟ لماذا؟
السؤال المائة والخامس عشر: مفاعل نووي خالي من الكوارث أمنية يلوح بها وقت الأزمات لكنها لا تتحقق أبداً .. المؤرخ التكنولوجي يواخيم رادكار عام 1986.. هل تتفق مع هذا الرأي؟ لماذا؟
السؤال المائة والسادس عشر: مفاعلات الجيل الرابع، الأكثر أماناً، والأصغر حجماً وجدوى اقتصادية لن تكون متاحة قبل 2040 أو حتى 2045.. هل تؤيد هذا الرأي؟ لماذا؟
السؤال المائة والسابع عشر: كيف لمفاعلات نووية أقيمت في سبعينيات القرن الماضي أن تفي بمعايير الأمن والسلامة الحديثة الحالية؟
السؤال المائة والثامن عشر: سبب تمتع المفاعلات الألمانية، في ألمانيا الغربية سابقاً، بمعايير أعلى للأمان والسلامة يرجع للحركة المعادية للطاقة النووية.. هل تتفق مع هذا الرأي؟ لماذا؟
السؤال المائة والتاسع عشر: هل يرحب السادة الخبراء برأي عام متخصص نقدي في مصر لمشاريعهم النووية؟ كيف؟ لماذا؟
السؤال المائة والعشرون: لو حادثة فورسمارك واحد بالسويد خرجت عن السيطرة، وتحولت إلى كارثة إنسانية واجتماعية.. ماذا كان سيحدث في شمال غرب أوروبا، سياسياً واجتماعياً وطاقوياً؟
تعقيب واجب:
 سيلاحظ القارئ العزيز أن عدد الحلقات القادمة زاد عما هو مخطط له، نتيجة لتفاعل القراء لمعرفة المزيد من أوجه وتفاصيل الطاقة النووية، خصوصاً مع استمرار الأحاديث الحكومية حول ضرورة اللجوء للخيار النووي لتحقيق مفهوم مزيج الطاقة. نجتهد في تحفيز الرأي العام ليلعب دوره في  التاثير بقوة في قرار محتمل باستخدام الطاقة النووية، ونتفاءل.



ليست هناك تعليقات: