الاثنين، 2 مارس 2015

بوابة روزاليوسف تواصل فتح ملف الطاقة النووية للناس العادية (16-18)




عندما تطلب المفاعلات النووية وقتاً إضافياً للتشغيل (16-18)
  
إعداد/ محمد السيد درويش

 الاستثمار في الطاقة النووية مسألة شائكة للمستثمرين الجدد حول العالم. إذاً الحل للمستثمرين القدامى هو مد عمر المفاعلات العاملة. حسب إحصائيات الوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا بلغ عدد المفاعلات العاملة 436 مفاعلاً نووياً مطلع عام 2010 بعدما بلغت 444 عام 2002!
        المحطات الحالية تنتج 370 ألف ميجا وات وعددها في تراجع مستمر. الولايات المتحدة صاحبة الـ 104 مفاعل عامل لم يتلقى مصنعو المفاعلات النووية أي طلبات منذ عام 1973، طلبات لم تلغى لاحقاً، الولايات المتحدة صاحبة أقدم مفاعل في العالم منذ عام 2007، محطة "واتس بار" استكمل بنائها بعد أربعين عاماً منذ وضع أول حجر أساس لها. في أوروبا، باستثاء فرنسا، 25 عاماً مرت قبل الحصول على طلب إنشاء محطة نووية في أولكيليوتو الفلندية، ومفاعل أخر منذ 2007 في فلامانفيل على ساحل القنال الفرنسي. أما عن المفاعلات الإماراتية فبرجاء مراجعة ما كتبناه هنا عنها قبل أسابيع.
        مفاعل الماء المضغوط الأوروبي الذي بناه كنسورتيوم عملاق أريفا/ زيميز أصبح كابوساً بالنهار مع ارتفاع تكلفته من 3 مليار يورو إلى 5.4 مليار يورو عام 2009. الزبون والمصنعين يقفون الآن أمام هيئة تحكيم أوروبية في قضية بالمليارات.
        في أسيا صاحبة ثلثي المحطات النووية الـ 56، تحت الإنشاء، تبرز الصين بخطط بناء 15 مفاعلاً جديداً.
        حسب تحليلات مؤسسة بازل بروجنوز أجي بتكليف من مصلحة الحماية من الإشعاع الاتحادية الألمانية توقعت أن تقل حصة الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء في العالم عام 2030 عن نصف ما كانت عليه عام 2006.
        تزيد قدرات توليد الطاقة الكهربائية حوالي 150 ألف ميجا وات/ سنوياً، حصة الطاقة النووية لا تتعدى 2% عدا عامي 2008/2009.
إذن يبدو أن المفاعل النووي المصري سيكون حدثاً يكسر حالة الكساد على طلب المفاعلات النووية خصوصاً الروسية!
وافقت سلطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة على تراخيص مدت فترات تشغيل لنصف مفاعلاتها الـ 104 حتى 60 عاماً، وغالباً ستوافق على مد العمر التشغيلي إلى باقي المفاعلات النووية الأمريكية الذي بلغ متوسط عمرها 30 عاماً في 2010.
تدرس السلطات الأمريكية مد فترة التشغيل حتى ثمانين عاماً، علماً بأن الوكالة الدولية للطاقة النووية تقدر متوسط أجل المفاعلات النووية للجيل الحالي بـ 45 عاماً. تأخير وقف المفاعلات عن العمل تعني تأخير دفع مليارات الدولارات في فك وتكهين المفاعلات العاملة القديمة حالياً!
الولايات المتحدة في عهد جورج بوش الابن سعت لبناء 300 محطة نووية جديدة بمساعدات سخية. ضمانات مالية حكومية بقيمة 80% من تكاليف المشروع لأول 8 محطات، سيتحمل العبء دافعي الضرائب بدلاً من المصنعين، مع تقديم خصومات ضريبية مصطنعة لخفض سعر الكهرباء النووية، وتقليل اجراءات التراخيص وتحمل جزء كبير من تكاليفها، بل وتقليل مسئوليات الشركات المصنعة في حالة حدوث حوادث، أضف لهذا مساعدات خارجية من اليابان وفرنسا لو مستثمرين من هذه البلدان شاركوا في بناء المفاعلات الأمريكية. رغم كل ما سبق فالنتيجة غير مشجعة. فعبارة أخرى أي صناعة تحتاج مساعدات حكومية بهذا الحجم تعتبر ميتة بالمعايير الاقتصادية الصرفة.
المطالبة "بوقت إضافي" حجة على لوبي الطاقات النووية المتوقفين عن الاستثمار في محطات جديدة، وما يهمهم الربح السريع على حساب منشآت قديمة تزيد فيها احتمالات الأعطال مع تقادم عمرها. الطريف أن التحليلات المشجعة حول الطاقة النووية وزيادة قدراتها التنافسية في مواجهة تكنولوجيات أخرى تعطي حسب رغبة المستثمرين بالفعل، المستثمرين الجدد لا يهتمون بها لأنها صادرة عن مروجي ومشغلي المحطات النووية، الساعين لكسب أسواق جديدة.
مجلة فوربيس Forbes عام 1980 تحدثت عن أفول نجم الصناعة النووية بقولها "الكارثة الإدارية الكبرى في التاريخ الاقتصادي" من ضمن 1000 محطة نووية توقعتها لجنة الطاقة النووية الأمريكية في سبعينيات القرن الماضي لم يتحقق حتى عام 2000 سوى 13%.
المشكلة أن اقتصاد الحجم، بناء مفاعلات نووية أكبر حجماً، لم تعطي أسعار اقتصادية للبناء وظلت التكلفة باهظة.
 السؤال المائة والحادي والثمانون: لماذا يضغط مشغلي المفاعلات النووية لزيادة عمر التشغيل بها؟
السؤال المائة والثاني والثمانون: زيادة عمر التشغيل إلى 60 عاماً يعني مزيد من احتمالات الحوادث والأعطال.. صح أم خطأ؟ ولماذا؟
السؤال المائة والثالث والثمانون: هل حققت الطاقة النووية الوعد بأن تكون أكبر مولد للتيار الكهربائي عالمياً؟
السؤال المائة والرابع والثمانون: لماذا تتعثر مشاريع المحطات النووية الجديدة اقتصادياً ومالياً؟
السؤال المائة والخامس والثمانون: تحليلات زيادة الاعتماد على الطاقة النووية تصدر عن المصنعين لها، هل يمكن الوثوق بتحليلات من هذا النوع؟
السؤال المائة والسادس والثمانون: مفاعلات أطول عمراً أم مفاعلات جديدة، أيهما أفضل اقتصادياً ومالياً وبيئياً؟
السؤال المائة والسابع والثمانون: رغم الدعم الحكومي السخي لمشغلي المفاعلات النووية لم تحدث زيادة في عدد المحطات، لماذا؟ وما دلالة ذلك؟
السؤال المائة والثامن والثمانون: مفاعلات نووية تعيش حتى ثمانين عاماً، كيف ولماذا؟
السؤال المائة والتاسع والثمانون: المحطات النووية تغزو العالم، خرافة أم واقع؟ ولماذا؟
السؤال المائة والتسعون: ماذا ستقدم الصناعة الروسية المتعثرة من حوافز وضمانات سخية لبناء المفاعلات النووية المصرية؟

تعقيب واجب:
هناك 8 مشاريع بناء محطات نووية جديدة في روسيا وأوروبا الشرقية مضى فعلياً أكثر من عشرين عاماً منذ وضع أول حجر أساس لها ]...[.
يتحدث مروجي المفاعلات الروسية عن قدرة موسكو على اختصار وقت البناء حتى ثلاث سنوات بدلاً من خمس سنوات، عليهم التفكير بجدية قبل أن تطلب منهم الإدارة المصرية المتحمسة اختصار المدة إلى النصف ليكون فعلاً المفاعل النووي المصري حديث العالم.
صحفي متخصص في شئون الطاقة والمياه
مؤسس الشبكة المصرية للطاقات المتجددة والمياه





ليست هناك تعليقات: