الأربعاء، 18 مارس 2015

لله وللحرية والمجتمع .. الاكتتاب في إنشاء المحطة النووية المصرية (18-18)




إعداد/ محمد السيد درويش



بعد 200 سؤال حول الطاقة النووية بكل تفاصيلها جاء وقت الإجابة على أسئلة..... أخرى


لماذا توجهنا بأفكارنا وآراءنا في صيغة أسئلة لا كتابة في موضوع مباشر؟


نجيب لأن طرح الأفكار والآراء في صورة أسئلة تهدف إلى رد الاعتبار لحق المجتمع في المعرفة بنفسه ولنفسه وأن يبذل جهداً لتكوين رأي يدافع عنه ويعبر عن مصالحه. إذا افترضنا أن هناك عيباً في أسلوب تفكير الطرف المؤيد للطاقة النووية في طرح أفكاره وآراءه بصورة قاطعة كحل مثالي لمشكلات الطاقة في مصر، فلن نقلده بل نعبر عن احترامنا لحق المجتمع في الاختيار والفرز والقرار. علماً بأن العديد من الأسئلة توجد عليها إجابات في ثنايا المقالات نفسها، وتستدعي من القارئ بذل الجهد وهذا واجبه إذا أراد لنفسه الحضور والتأثير في مستقبل حياته.

هدف الأسئلة النووية تنبيه القارئ/ مستهلك الطاقة/ دافع الضرائب/ المتضرر من أي أخطار محتملة لنوعية الطاقة المستخدمة، أن يكون صاحب القرار في إلى أو عدم التوجه إلى الطاقة النووية. منطق الوصاية على الشعب باسم مصلحة الشعب وأن الشعب لا يعرف مصلحته والتفاصيل الفنية اللازمة ليأخذ قراره.. منطق يقبله البعض لو السادة مروجي الطاقة النووية سيدفعون التكاليف الباهظة والغير محسوبة من جيوبهم الشخصية. أما وأن المجتمع هو من يدفع فعلى الصناع السياسة الطاقاوية الإنصات له واحترام قراره لا الطعن فيه، من يدفع يقرر.


سؤال آخر هل كاتب المقالات معادي للطاقة النووية؟


الإجابة بشكل قاطع، لا، ما استهدفته من المقالات والأسئلة النووية الـ 200 على مدار 18 أسبوع هو الدخول للعصر النووية بعلم ومعرفة كاملة بكل التفاصيل. فليتفضل السادة أصحاب المصلحة في الطاقة النووية بالرد على أسئلتنا، أسئلة الشارع. لنسير معاً في طريق إنشاء القطاع النووي المصري بوعي كامل بالتكلفة، والمخاطر، والجدوى الاقتصادية، والنتائج المباشرة والغير مباشرة.. أليس الشعب هو المعلم؟

نأتي لنقطة أكثر إثارة وتشويقاً هل أتوقع الحصول على إجابات على الأسئلة النووية؟

 الإجابة: لا. وقبل أن يقفز أحدهم بعيون تلمع بذكاء حاد مستهزئاً، لماذا كتبتها إذن؟
 الرد: أنا اكتب احتراماً لله ولحق المجتمع في المعرفة وأن يمارس سلطاته في القرارات الكبرى المؤثرة على مستقبله ومستقبل أولاده بدراية ووعي. إذا اهتم المجتمع فأهلاً وسهلاً، وإذا لم يهتم فله مطلق الحرية في تجاهل الأسئلة لا الجهل بها. وعلى كل صاحب قلم وفكر ورؤية مختلفة أن يجتهد فيما يقدمه.


فماذا بعد؟


أدعو في حالة وجود توافق عام، الرد على الأسئلة ستصنعه، بناء المحطات النووية عن طريق الاكتتاب العام من الأفراد والهيئات والمؤسسات المصرية. كمشروع عملاق تنموي قومي يحقق التفاف الشعب والقيادة حول مشروع جبار. أسوة بمشروع تنمية محور قناة السويس. وعلى السادة المتحمسين للطاقة النووية تبني الاقتراح المقدم هنا بتمويل المشروع النووي لتنفيذه.

وإن رفضوه فعليهم الإجابة على السؤال الأول بعد الـ 200.. لماذا يرفضون الاكتتاب العام في مشروع إنشاء محطات نووية مصرية ستمثل القفزة الكبرى نحو التكنولوجيا المتطورة والطاقة الصديقة للبيئة؟
 في الختام لابد من توجيه تحية صادقة إلى د. جيرد روزنكرانتس الصحفي سابقاً بمجلة ديرشبيغل المتخصص في سياسات البيئة والطاقة الذي كتب حول مواضيع الطاقة النووية كتاباتِ كانت مرجعاً مهماً لجهدنا حول الدعوة لمناقشة الطاقة النووية على مدار الشهور الأربعة الماضية. والكاتب ستيف توماس المتخصص في كتابات الطاقة. وشكر خاص لمؤسسة Heinrich Böll Stiftung الألمانية وموقعها (http://www.boell.de) التي بذلت جهداً ملحوظاً في تبني الدعوات المختلفة لمناقشة الطاقة النووية بكل أبعادها وخلق رأي عام دولي مستنير بهذا الخصوص.

ولمن يقرأ كلماتي هذه ويقول مصر ليست ألمانيا... نرد عليه ومصر ليست إيران أيضاً.. ولن تكون بغير الاجابة علي اسئلتنا النووية!!

 تعقيب أخير :

لله وللحرية والمجتمع سيتم تجميع الاسئلة في ملحق خاص بأحد الصحف المعروفة و كتاب ليكون وثيقة دائمة بهذا الخصوص . وسترسل نسخة  منه ، بعلم الوصول ، لكل عضو بمجلس النواب القادم ، ليقوم بدوره في الرقابة بادوات عملية و علمية  أن اراد . سنتواصل وبانتظام في الفترة القادمة حول الطاقة النووية والطاقات المتجددة سعياً نحو رأي عام واعي ناقد مؤثر.. شكراً لكل القراء.

*صحفي متخصص في شئون الطاقة والمياه
مؤسس الشبكة المصرية للطاقات المتجددة والمياه







ليست هناك تعليقات: