كتب : محمد السيد درويش
حسب
التقديرات المتوقعة لعام 2035 ، سيبلغ الاحتياج للطاقة في منطقة الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا 70% أعلى مما كان عليه عام 2009 مقابل 40% زيادة
دولياً حسب الوكالة الدولية للطاقة IEA . في حين ستبلغ الانبعاثات
الغازية Co2 حوالي 47% أعلى مقابل 20% فقط على المستوى الدولي. في حين بلغت
نسبة الغازات الدفيئة 27% بالنسبة للفرد في شمال أفريقيا عام 2009.
الغازات الدفيئة تلحق ضرراً
بالغاً إذن مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف تتضرر المحاصيل الزراعية من
حيث الكمية والجودة مما يؤدي إلى زيادة الفقر والمرض والإضرار أيضاً
بالاستقرار الاجتماعي حسب بيانات البنك الدولي في حديثة عن نتائج التغيرات
المناخية المكلفة للغاية. على الرغم من أن مصر متضررة من ظاهرة التغير
المناخي لشمال أفريقيا إلا أنها لم تقم بالجهود اللازمة للتعامل بجدية
شاملة مع الظاهرة ونتائجها الضارة. الحل الأمثل للتعامل الناجح مع ظاهرة
التغير المناخي/ الاحتباس الحراري هو اللجوء للتوسع في استخدامات الطاقات
المتجددة. مما يرفع من المزايا النسبية للطاقات المتجددة بيئياً واجتماعياً
واقتصادياً.
هيمنة الطاقات الغير متجددة
وما تؤدي إليه من أضرار فادحة بنوعية الحياة والمأكل والتأثير سلباً على
جهود مكافحة الفقر تستدعي التعامل الحكومي بجدية أكبر مع مشاريع الطاقات
المتجددة نعبر عنها هنا بالادارة الناجحة " لتحول الطاقة " لا مجرد مشاريع
لطاقة متجددة . الطاقات المتجددة لا توفر طاقة مستدامة وحسب بل تتعامل
اقتصادياً وبنجاح مع التأثيرات المدمرة للطاقات الغير متجددة من الوقود
الأحفوري خصوصاً مشكلات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والتأثير سلباً على
المحاصيل الزراعية وإنتاجية العمالة، ومصايد الأسماك، وتوافر الغذاء وزيادة
ملوحة المياه، وتقليل فرص تعلم الفتيات، أيضاً حسب بيانات البنك الدولي.
بحسب DLR الطاقات المحتملة
للرياح في شمال أفريقيا والشرق الأوسط تعادل 20 مليون طن مكافئ من البترول
والطاقة الحرارية الأرضية تقريباً نفس النسبة، والمياه 15,7 مليون طن،
والكتلة الحيوية 9,5 مليون طن مكافئ Mtoe بإجمالي معادل 65,5 مليون طن
بترول سنوياً.
بالمقارنة مع تكلفة الطاقات
الغير متجددة وحتى مع استبعاد التكاليف البيئية للطاقات الغير متجددة
والغير معبر عنها في سعر استهلاكها ستكون للطاقات المتجددة الأفضلية
الاقتصادية خصوصاً مع تطور التكنولوجيات واتساع مدى التنفيذ وبالتالي
انخفاض سعر تكلفة الطاقات المتجددة.
تستطيع شمال أفريقيا تصدير
الطاقات المتجددة والحصول على زيادة في دخلها القومي أيضاً. بحسب الدراسات
المعتمدة لتغطية احتياجات أوروبا من الطاقة الكهربائية بنسبة 15% عام 2050
لا نحتاج سوى استغلال 0,2% من الأراضي الصالحة بشمال أفريقيا لتوليد الطاقة
الشمسية بنظام CSP.
تأمين الطاقة لا يعني فقط
إتاحة الطاقة وسهولة الوصول إليها بل أيضاً الحصول عليها بتكلفة مستقرة
ثابتة وتنخفض باستمرار، وهذه مزايا الطاقات المتجددة عكس الطاقات الغير
متجددة. أضف إلى هذا تحقيق الاستقلال الطاقوي، وتصدير الفائض للحصول على
العملة الصعبة وتحسين الميزان التجاري وهذا ممكن بتصدير الطاقة من شمال
أفريقيا إلى أوروبا و بالعكس ايضا.
هل مشروع LEG 1 ( Link European-Arab Grid ) يمثل المشروع الامثل لهكذا هدف ؟ يتجدد الحديث بعد أيام.
تعقيب واجب
ارسل د. هاني النقراشي الخبير
المصري المقيم بالمانيا ، عضو مجلس علماء مصر التابع للرئاسة المصرية
بالتعقيب علي تقرير الاسبوع الماضي حول العدادات الذكية معلقا علي وصف
الطاقة المتجددة بالطاقة المتقلبة. اشار د. النقراشي الي وصف الطاقة
المتجددة بالغير ثابتة ، يصح فقط في حالة طاقة الرياح و الطاقة الشمسية
بنظام الخلايا الشمسية ال PV ( الاخيرة كل مشاريع مصر من الطاقة الشمسية
بنظام تعريفة التغذية ).
ما يصح وصفها بالطاقة التي لا
تقابل الطلب في اي وقت. في حين طاقة حرارة الأرض وطاقة الغاز الحيوي و
الطاقة الشمسية المركزة مع التخزين الحراري لا تختلف عن طاقة الغاز
الطبيعي و البترول من حيث القدرة علي مقابلة الطلب في اي وقت. نشكر عالمنا
الجليل علي اهتمامه و توضيحه.
* صحفي متخصص في شئون الطاقة والمياه
مؤسس الشبكة المصرية للطاقات المتجددة والمياه