الثلاثاء، 19 يناير 2016

محطات مصرية في الطريق إلى رئاسة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة Egyptian stations on the way to the presidency of the International Renewable Energy Agency general assembly



كتب : محمد السيد درويش
فازت مصر برئاسة الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA لمدة عام، في أول تصريحاته عقب فوز مصر بالرئاسة الدولية صرح د. محمد شاكر المرقبي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن مصر ستشهد طفرة في مجالات ومشاريع الطاقة المتجددة العام الحالي. جدير بالذكر أن مشاريع الطاقات المتجددة بنظام التعريفة المميزة FIT، المرحلة الأولى ستنتهي أكتوبر القادم، ليدخل الخدمة تباعاً قدرات توليد طاقة متجددة شمسية ورياح بداية من نهاية العام 2017. مصر التي ترأس الآن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة شهدت ولادة الوكالة الدولية على أرضها، ولادة لها قصة وملابسات وأبطال وأخيراً مفارقات.
قبل حوالي سبع سنوات شهدت مدينة شرم الشيخ الاجتماع التأسيسي لأطلاق الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بعد جهود استمرت لسنوات قادها د. Herman Scheer دكتور الاقتصاد والعلوم الاقتصادية أحد رواد تحول الطاقة في ألمانيا والعالم الذي أطلق الثورة الرابعة عالمياً، زامله فيها من مصر د. محمد جلال عثمان رئيس الجمعية المصرية لطاقة الرياح وثالثهم الرائد الدنماركي Preben Maegaard.
في مدينة شرم الشيخ أدار د. حسن يونس وزير الكهرباء في ذلك الوقت المناقشات مع وزير البيئة الألماني Sigmar Gabriel الذي يشغل الأن منصب وزير الاقتصاد والطاقة نائب المستشارة الألمانية رئيس حزب الديمقراطي الاشتراكي SPD. كان يجب أن تذهب رئاسة الوكالة الوليدة إلى Herman Scheer لكن التربيطات الانتخابية في ذلك الوقت ذهبت بالرئاسة إلى فرنسا لتتولاها Helen Bellows مقابل تقديم فرنسا دعمها لدولة الإمارات العربية المتحدة لتفوز بمقر الوكالة الدولية.
المفاوضات التي دارت خلف الكواليس لتحديد مدينة المقر واجهت إصراراً إماراتياً على الفوز بالمقر الوليد. نجحت الدولة العربية في عمل تكتل تصويتي من معظم 129 دولة المشاركة في الاجتماع التأسيسي في شرم الشيخ 30 يونيو 2009، لتفوز أبو ظبي بالمقر، وتفوز شخصية فرنسية برئاسة الوكالة الجديدة. بعدما استبعدت برلين Herman Scheer من ترشيحات الرئاسة لتفوز بالمقر وهذا ما لم يحدث. الذي حدث بعد ذلك أن صلاحيات المقر الأممي قسمت إلى مقر إداري بالمدينة العربية، وإقامة "مركز الإتقان"" تابع للوكالة في النمسا، و"مركز الابتكار والتميز" في مدينة بون وسط ألمانيا. خسارة Herman Scheer مثلت صدمة له قبل رحيله العام التالي 2010. حسبما يقول د. محمد جلال عثمان رئيس الجمعية المصرية لطاقة الرياح.
يذكر د. حسن يونس وزير الكهرباء في ذلك الوقت أن احدى الاجتماعات استمر حتى الثانية صباحاً ليتوافق الأعضاء على اختيار رئيس الوكالة وتحديد المقر في ضوء تربيطات وتحالفات انتخابية عربية عنيدة، ذهب فيها الصوت المصري لدعم التوجه الاماراتي.
المفارقة الأخيرة والسعيدة أن مصر تحتفل هذا العام بمرور ثلاثون عاماً على إنشاء هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة NREA وهي ترأس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA التي خرجت للنور والحياة من مدينة السلام، مدينة شرم الشيخ. و بعدما كشف آخر تقارير للوكالة الدولية المعروض علي المجتمعين هذا الأسبوع في ابوظبي عن ارتفاع إجمالي مساهمة الطاقات المتجددة في الناتج المحلي العالمي 1.1 بالمائة ما يعادل 1.3 تريليون دولار و بفرص عمل تبلغ 7.7 مليون حتي نهاية العام الماضي. و باستثمارات تفوق أستثمارات الطاقة الاحفورية و النووية.

ليست هناك تعليقات: