ما الذى يمكن ان يتعلمه الوطن العربى من ازمة كيب تاون ? What Can Arab region learn from Cape Town water crisis
----------------------------------------
طالعتنا وسائل الاعلام BBC ونقل عنها الكثير من
وسائل الاعلام تحت عنوان " 11 دولة تواجه مخاطر نفاذ مياه الشرب" وأولها
كيب تاون (جنوب أفريقيا) وهذه المدن هى:
1- ساوباولو (البرازيل)
2- بانجالور (الهند)
3- بكين (الصين)
4- القاهرة (مصر)
5- جاكرتا (اندونيسيا)
6- موسكو (روسيا)
7- اسطنبول (تركيا)
8- مكسيكو سيتى (المكسيك)
9- لندن (انجلترا)
10- طوكيو (اليابان)
11- ميامى (الولايات المتحدة الأمريكية)
هذا الماشيت يخلط بين
مياه الشرب واحتياجات الفرد الأساسية التى تقدر بـ 1000 م3 سنويا شاملة جميع
احتياجاته (شرب ومأكل وملبس وصناعة وغيره). أقل من 1000 يصنف بأنه نقص مائى وأقل
من 500 م3/سنة يعتبر نقص مائى مزمن أو شديد. وكثير من الدول ليس لديها مياه ولكن
عندها صناعة أو موارد بترولية أو معدنية تصدرها وتحصل على احتياجاتها المائية
والغذائية من الخارج وتعيش فى رفاهية أكثر من الدول النهرية نفسها ومن هذه الدول
جميع دول الخليج وليبيا واليابان.
توفير مياه الشرب النقية
هى مسئولية الحكومات بما يتطلب عمل محطات مياه وتوزيعها على السكان الى منازلهم،
وكثير من دول العالم الثالث محرومة من هذه المياه رغم وفرة الأمطار والأنهار
والبحيرات العذبة. وان لم توجد المصادر الطبيعية للمياه فتتجه الحكومات أو رجال
الأعمال لانشاء محطات تحلية مياه البحر أو المياه الجوفية المالحة وهذا ما يتم فى
مصر فى بعض المدن الساحلية مثل الغردقة وسفاجة والقصير ورأس غارب ومرسى علم ومرسى
مطروح وقد يتم نقل جزء من مياه النيل لمئات الكيلومترات لبعض هذه المدن.
المدن الـ 11 المذكورة
لا يمكن أن ينقطع عنها مياه الشرب التى لاتشكل شيء بالنسبة لما يستخدم فى الزراعة
(فى مصر 85% زراعة، 10% منازل، ، 5% صناعة). بالنسبة للقاهرة فمن المستحيل أن
ينقطع عنها مياه الشرب وفى حالة الجفاف أو انخفاض مياه النيل فالذى سوف يتأثر هو
قطاع الزراعة وليس الشرب لأنه ليس من المعقول أن يكون لدينا كمية قليلة من المياه
نزرع بها ولانستخدما للشرب، ولا يمكن أن تعطش القاهرة والمياه تجد طريقها لمدن
الدلتا دون أن تحصل عليها القاهرة وكذلك الوضع بالنسبة لمدن الصعيد.
أما مايحدث فى كيب تاون
(جنوب افريقيا) وهى من أكبر المدن هناك كما أنها مدينة ساحلية على المحيط الأطلنطى
ويوجد حولها العديد من الأنهار والروافد والتى أقيم عليها سدود وتخزين المياه، فان
أحد اهم السدود الرئيسية هو "سد نهر برج" بسعة تخزينية 150 مليون م3
(أكثر قليلا من نصف مايخرج من السد العالى فى اليوم الواحد) ومساحة الخزان 5 كم2،
فانه يتأثر بشدة بكمية الأمطار زيادة أو نقصانا، وكان على الحكومة هناك أن تبنى
سدود أخرى طبقا لزيادة عدد السكان وتقيم محطات تحلية ان لزم الأمر، وبالتالى فان
المشكلة ليست تغيرات مناخية حقيقية بل هى سوء ادارة، ولذا فان المدن الكبرى الأخرى
بما لديها من ادارة جيدة فلن تتركها حتى تصل الى مرحلة نفاذ مياه الشرب.
وجدت وزارة الرى المصرية
ضالتها فى مشكلة كيب تاون لحث الشعب المصرى على الترشيد والخوف من مصير هذه
المدينة، كما ذكرت منذ عامين على غير الحقيقة أن مصر تمر بمرحلة جفاف لم تشهدها
خلال الـ 100 عام الماضية لكى يشعر المصريون بالخطر ويحافظون على المياه، وفى
الحقيقة أنه بعد فترة جفاف الثمانينات (1981 الى 1987) تشهد مصر زيادة فى ايراد
النيل أدت إلى ملئ بحيرة ناصر عن آخرها مما اضطرنا لتصريف المياه فى منخفضات توشكى
والبحر المتوسط لحماية السد العالى أعوام 1998 حتى 2000،
لن تعطش أى بقعة مصرية
ان شاء الله فى وجود السد العالى صمام الأمن المائى المصرى.
د/ عباس شراقى
جامعة القاهرة
اوضح مؤتمر تغير المناخ
للمنطقه العربيه 2017 بالامم المتحده فى بيروت بحضور وزراء المياه العرب ان
الدراسات اثبتت ان تغير المناخ لها تأثير كبير فى المستقبل على الامن المائى
والتنمية المستدامه وتأثيراته واضحه فى كثير من القطاعات. وبناء على اتفافيه باريس
لتغير المناخ فان الدول الدول العربيه قدمت NDCs ومعظمها لقطاع المياه والزراعه وحددت فيه ما تطلبه من
موارد وما تسطيع ان تفعله ولكن الفجوه الماليه كبيره ولا تستطيع دول الشرق الاوسط
تحملها - ما يزيد عن 130 مليار دولار ومصر وحدها 65 مليار دولار.
لا شك ان تغير المناخ
يؤثرحاليا ومستقبلا على احتياجات الفرد الاساسيه سواء ماء شرب او غيره والتنافس
بين مياه الشرب والزراعه دائما موجود. فيما يتعلف بمصر وسيناريو نقص المياه نتيجه
لتغير المناخ لن تنقطع المياه عن القاهره مباشره بل سوف يلجأ قطاع المياه الى
المحافظه على كل قطره من المياه بطرق معروف كما هوا الحال فى كيب تاون ولكن اذا لم
تنجح هذه التدابير من ترشيد استهلاك المياه وتقليل الفاقد مما يضطر قطاع مياه
الشرب الى توزيع المياه على فترات
Intermittent supply لان فواقد شبكات المياه
فى مصر تزيد عن 40
% Non Revenue Water اى يمكننا ان نقول ان نصف المياه مفقوده نتيجه physical losses and commercial losses وذلك ما يحدث الان فى المنطقه العربيه ( الاردن ولبنان وفلسطين واليمن وبعض
اجزاء من مصر خاصه فى المناطق الساحليه). ان الاستراتيجه الان فى مصر تسعى الى
وجود مصادر مائيه غير تقليديه لسد الفجوه ( محطات تحليه مياه البحر واعاده تدوير
مياه الصرف الصحى) ولكن تلك المصادر يواجها تحديات كبيره حيث من المعروف انها
باهظه الثمن وتتطلب طاقه عاليه ومع ذلك فان زياده تلك المصادرسوف تكون فى حلقه
مفرغه اذا كانت بنفس الحوكمه واداره المياه والبنيه التحتيه الحاليه فى
مواجهة النمو السكانى وتغير المناخ.
طبقا للفاو وللدراسات
الحديثه من المتوقع أن تزداد حالة الجفاف ومعدل التبخر المرتفع في المنطقة العربيه
لتصبح إحدى لتصبح اكثر الاماكن عرضه لتغير المناخ ، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة
تواتر موجات الجفاف وبالتالي نقص المياه وإلانتاج الزراعي وانعدام األامن الغذائي.
وطبقا لاخر دراسه للبنك
الدولى عام 2017 ان إإنتاجية المياه الجمالية في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا لا
تساوي الا نصف المتوسط العالمى تقريبا. هناك فروق صارخة في إنتاجية المياه
إلاجمالية عبر المنطقة، التي تضم بعضاً من أعلى البلدان في العالم من حيث إنتاجية
المياه وبعضاً من أقل البلدان من حيث إنتاجية المياه على حد سواء. تشكل الزراعة
حوالي 80 %من استخدام المياه في المنطقة، وهذه النسبة أعلى نوعاً ما من المتوسط
العالمي البالغ 70 .%وتحقق الزراعة في العادة أقل العائدات الاقتصادية من استخدام
المياه. فالعائدات الاقتصادية للمياه الزراعية تشكل في المتوسط عالمياً حوالي نصف
المياه البلدية وثلث المياه الصناعية.
وتشهد المنطقة
بعضا من أعلى فواقد موارد المياه العذبة في العالم سلسلة إمدادها الغذائي
على أساس نصيب الفرد. إذ يفقد بعض بلدان الشرق ال أفريقيا ما بين 80 و177 متراً
مكعباً للفرد في السنة من موارد المياه العذبة من "الحقل إلى المائدة"
)كومو وآخرون 2012 .)وتعتبر الفواقد الزراعية وفواقد التصنيع الغذائي والفواقد في
مرحلتي التوزيع واالستهالك كلها مسؤولة عن هذا الهدر. وفي مرحلة االاستهلاك وحدها،
تشير تقديرات منظمة الامم المتحده للاغذية والزراعة إلى أن الهدر الغذائي في الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا يعادل 32( %الفاو 2011 .)وفي مجال الفواكه والخضروات كثيفة
الاستهالك للمياه، تزداد هذه النسبة إلى نحو 60.%
باحث فى الموارد المائية والتنمية المستدامه بجامعة كولون بالمانيا
ورئيس برلمان الشباب العالمى للمياة للمنطقه العربيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق