تسلمت كلٌ من مصر وإثيوبيا والسودان اليوم، الثلاثاء، 18 فبراير ، مسودة اتفاق مقترح من الولايات المتحدة
الأمريكية بشأن بناء وملء سد النهضة الإثيوبي الكبير، وفقًا لمصدر في منظمة
تنموية دولية قريبة من المحادثات، وآخر مستشار للسلطات المصرية في ملف سد
النهضة.
وقال مصدر المنظمة الدولية إن أمام الأطراف الثلاثة ثلاثة أيام
لمراجعة الشروط وإرسال تعليقاتهم إلى المسؤولين الأمريكيين.
وأوضح المصدر، الذي تحدث إلى «مدى مصر» بشرط عدم الكشف عن هويته، أن
الاقتراح الذي أعدته الولايات المتحدة يهدف في الأساس إلى تجاوز الخلافات بشأن حصة
المياه السنوية التي تصل إلى دولتي السودان ومصر.
ومع ذلك، لكي يتحول الاقتراح الذي أعدته الولايات المتحدة إلى واقع،
يجب أولًا على كل من السودان ومصر وإثيوبيا تقديم تنازلات كبيرة، بحسب مصادر
مختلفة تحدثت إلى «مدى مصر»، حتى وإن ظلت بعض القضايا الخلافية المهمة قائمة.
حتى هذه المرحلة من المحادثات، لم تكن القاهرة على استعداد للتنازل
عن حصة سنوية تقل عن 40 مليار متر مكعب سنويًا، وفقًا لمسؤول مصري تحدث إلى «مدى
مصر» بشرط عدم الكشف عن هويته.
من جهة أخرى، ضغطت إثيوبيا من أجل تقليص الحصة إلى 31 مليار متر مكعب
من مياه مشروع السد الضخم الذي سيوفر حاجتها من الكهرباء للاستهلاك المحلي
والتصدير، وفقًا لمسودة مُسربة لمقترح قدمته إثيوبيا أواخر يناير الماضي، حصل «مدى
مصر» على نسخة منها. المسودة، التي اقترحت أيضًا وسيلة للتنسيق ووساطة لحل النزاع
بين الدول الثلاث عن طريق تقييم الظروف المائية، هي إحدى مقترحات ثلاثة قدمتها
أطراف الخلاف في اجتماعات 28-31 يناير، وفقًا لمصدر المنظمة التنموية الدولية.
وبحسب مصدر المنظمة الدولية، ومستشار الحكومة المصرية، تضغط الولايات
المتحدة في الوقت الراهن على كل من مصر وإثيوبيا للتنازل والموافقة على حصة سنوية
قدرها 37 مليار متر مكعب من النيل الأزرق.
تركزت المفاوضات حول حصة المياه السنوية على فترة مؤقتة أولية يتم
خلالها ملء خزان السد، بينما تتطلع إثيوبيا إلى أن تصبح الـ 37 مليار متر مكعب هي
الحصة السنوية الدائمة من المياه حتى بعد انتهاء الملء، بحسب الاستشاري الذي أوضح
أن هذه الرؤية غير مقبولة بالنسبة لمصر، وتمثل نقطة خلاف رئيسية.
حتى في ظل وجود اتفاق محتمل بشأن الـ 37 مليار متر مكعب، لا تزال
هناك نقاط خلاف رئيسية أخرى بحاجة إلى تسوية بين مصر وإثيوبيا.
ووفقًا لمصدر المنظمة الدولية والاستشاري، لم تحصل مصر على أي موافقة
على طلبها من أجل «سدود عادلة»، الذي اقترحته في الصيف الماضي، والذي من شأنه أن
يربط العمليات ومستويات المياه في كل من السد العالي في أسوان وسد النهضة. بحسب
الإطار الذي اقترحته مصر، إذا بلغت بحيرة ناصر 70% من سعتها، على سبيل المثال، فإن
معدل سعة سد النهضة ستصل إلى 70% كذلك.
رفضت إثيوبيا ربط عمليات السدين، قائلة إنها ستوافق فقط على حصة
سنوية محددة من المياه من النيل الأزرق. وردت مصر بأنها تحتاج إلى تأمين اتفاق
بشأن مستوى إغلاق السد العالي في أسوان -أي مستوى المياه في بحيرة ناصر الذي يسمح
للسد بتوليد الكهرباء- والذي حددته مصر عند ارتفاع 165 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
بينما ترغب إثيوبيا من جهتها في ضبط مستوى الإغلاق عند 156 مترًا.
وأضاف المستشار أن مصر تريد أيضًا تأمين آلية لمراقبة تدفق المياه
والتأكد من حصولها على الحصة السنوية المتفق عليها. طبقًا له، فإن إحدى هذه
الآليات هي تبادل البيانات التي تسمح لمصر بمراقبة كمية الكهرباء التي ينتجها سد
النهضة وبالتالي حساب تدفق المياه. لكن إثيوبيا رفضت هذا الاقتراح بوصفه انتهاكًا
لسيادتها. وأضاف المصدر أن البنك الدولي يعمل على اقتراح حول كيفية التعامل مع هذه
القضية.
وفقًا لدراسة أجريت في عام 2016، بعنوان وسائل الملء التعاونية لسد
النهضة الإثيوبي، يسهم النيل الأزرق بنسبة 57% من إجمالي جريان
مياه نهر النيل الرئيسي، بينما يسهم نهرا النيل الأبيض وعطبرة بنسبة 30% و13% على
التوالي. ويبلغ إجمالي التدفق السنوي إلى السودان ومصر، وفقًا للبيانات المتاحة،
85 مليار متر مكعب: 26 مليار متر مكعب من النيل الأبيض و11.1 مليار متر مكعب من
نهر عطبرة و48.3 مليار متر مكعب من النيل الأزرق. بموجب اتفاقية 1959 الثنائية بين
السودان ومصر، حصلت مصر على 55 مليار متر مكعب، والسودان على 18.5 مليار متر مكعب،
بالإضافة إلى عشرة مليارات متر مكعب على الأقل للتدفق في البحر الأبيض المتوسط.
مع انخفاض تدفق المياه من النيل الأزرق إلى 37 مليار متر مكعب، ينخفض
نصيب مصر والسودان إلى حوالي 74 مليار متر مكعب. ومع خصم التدفق في البحر، ينخفض
نصيب كل من مصر والسودان معًا إلى حوالي 64 مليار متر مكعب.
وبالتوقيع على الاتفاقية المعدة من قِبل الولايات المتحدة والبنك
الدولي، يتغير الموقف التاريخي لمصر، والذي أصر على التمسك طوال العقود الماضية
بحق الفيتو الذي منحته لها اتفاقية تقاسم مياه النيل 1929، بما يفتح الباب عمليًا
أمام دول أخرى في حوض النيل للشروع في إقامة مشروعات مائية ثقيلة، وفقًا لمصدر
المنظمة التنموية الدولية.
ووفقًا لمصدر المنظمة التنموية الدولية، فإن مصر تأمل في التوصل
لاتفاق لا يشير صراحةً إلى أي خسارة سنوية من حصتها التي تبلغ 55 مليار متر مكعب،
وتربط ملء الخزان بتأمين مستوى إغلاق آمن للسد العالي، لكن هذه الآمال تبددت بسبب
مطالب الوفد السوداني الذي طالب باتفاق محدد حول ما ستحصل عليه كل من مصر والسودان
سنويًا.
من جهتها، تطالب إثيوبيا مصر والسودان بالاتفاق بشكل منفصل على تقسيم
إجمالي حصصهما السنوية من مياه النيل الأزرق والنيل الأبيض ونهر عطبرة، بحسب
الاستشاري. لكن مصر لا ترغب في دخول مفاوضات منفصلة مع السودان، وتسعى لتحديد
حصتها الإجمالية من المياه في اتفاق ثلاثي نهائي.
ومن المتوقع أن يكون الاستخدام الفعلي للمياه في مصر أعلى من 55
مليار متر مكعب سنويًا. وبينما تحصل الخرطوم على 18.5 مليار متر مكعب من المياه،
فإنها تستهلك فقط من 12 إلى 14 مليار متر مكعب.
لكن، في حالة الموافقة على المقترح الأمريكي، سيتعين على السودان
قبول اتفاق يكلفه خسارة تتجاوز حصتها غير المستخدمة عادة إلى أقل مما تستهلكه
بالفعل، بحسب مصدر المنظمة التنموية الدولية. لكن «ليس من السهل على حكومة السودان
أن تتحمل عبء مواجهة ما يعتبره الكثيرون في السودان مقاربة مصرية استعمارية»، يقول
المصدر.
في المقابل، ردد مصدر أمني مصري تحدث إلى «مدى مصر» في يناير الماضي
المخاوف بشأن سابقة التوقيع على اتفاق، والتي قد تتسبب في إدارة دولية للمياه،
قائلًا إن الرأي السائد داخل الأجهزة الأمنية المصرية هو ضرورة عدم توقيع مصر على
أي اتفاقية لا تحمي كامل حقوقها في المياه.
يقول المصدر الأمني إنه «كان يجب أن نتعلم من الخطأ الكبير المتمثل
في التوقيع على إعلان المبادئ في عام 2015 في الخرطوم»، في إشارة إلى وجود انقسام في الرأي بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارين المصريين في ذلك
الوقت بشأن ما إذا كان يجب التوقيع على إعلان العمل على التوصل إلى اتفاق بشأن
إدارة موارد نهر النيل بطريقة تسمح لإثيوبيا باستخدام ما يكفي من المياه لإكمال
المرحلة الأولى من بناء السد دون الإضرار بمصالح الخرطوم والقاهرة.
الاتفاق المحتمل يأتي بعد سنوات فشلت فيها المفاوضات بين المسؤولين
السودانيين والإثيوبيين والمصريين حول سد النهضة في التوصل إلى أي اتفاق نهائي، ما
دفع مصر للمطالبة بتدخل وساطة دولية، تدخلت على إثرها الولايات المتحدة للتوسط في المحادثات.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، اجتمعت وفود من الدول الثلاث في العاصمة
الأمريكية، واشنطن، ثلاث مرات، بحضور وزير الخزانة الأمريكي ورئيس البنك الدولي.
في ختام الجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت في الفترة من 13 إلى 15 يناير
الماضي، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية بيانًا مشتركًا، يحدد الخطوط العريضة للاتفاق المبدئي ويحدد جدولًا زمنيًا في نهاية
يناير لإبرام اتفاق نهائي.
ومع ذلك، انتهت جولة اجتماعات 28- 31 يناير دون اتفاق. ركز البيان المشترك الثاني على آليات للتخفيف من آثار الجفاف
وسنوات عدم سقوط الأمطار الطويلة، وأحكام حل النزاعات وتبادل المعلومات، لكنه لم
يتطرق للقضية المثيرة للجدل، المتمثلة في الحصة السنوية من المياه لدولتي
المصب.
عادت الدول الثلاث إلى طاولة المفاوضات يومي 12-13 فبراير، فيما
اُعتبر جولة أخيرة من المحادثات. ومرة أخرى، لم يُعلن عن اتفاق نهائي.
ومع عدم التوصل إلى توافق، صرح وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوشين، أن الولايات المتحدة،
بدعم فني من البنك الدولي، وافقت على تسهيل إعداد اتفاق نهائي للنظر فيه من جانب
الأطراف الثلاثة بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية فبراير.
إذا وافقت الأطراف الثلاثة على التسوية، فسوف تقوم مجموعات عمل من الولايات
المتحدة والبنك الدولي «بوضع اللمسات الأخيرة على الوثيقة التي ستخضع لمراجعة
نهائية من جانب وزراء الخارجية والري [من الدول الثلاث] قبل الاحتفال الكبير الذي
يأمل [الرئيس الأمريكي دونالد] ترامب أن يُقام في واشنطن»، يضيف مصدر المنظمة
الدولية.
من أجل الوصول إلى تلك النقطة، مارست الولايات المتحدة ضغوطًا على
كلا الجانبين. وجدت القاهرة نفسها فجأة في موقف تفاوضي ضعيف مع القليل من الدعم الخارجي، وتحت ضغط للموافقة على صفقة أقل
مما ترغب، وفقًا لمسؤولين مصريين تحدثوا إلى «مدى مصر» بشرط عدم الكشف عن هوياتهم
عقب اجتماع منتصف يناير في العاصمة الأمريكية.
المصدر الأمني، قال إن الضغط الأمريكي على مصر في مفاوضات سد النهضة
مرتبط بصفقة الأسلحة المصرية الروسية، والتدقيق الذي تضطر الإدارة الأمريكية
لمواجهته بشأن سجل مصر في مجال حقوق الإنسان.
من جانبه، يتعين على رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، حشد تأييد شعبي
لاتفاق يمنح مصر 37 مليار متر مكعب سنويًا. «هذه ليست مهمة سهلة، لأنه وعد بغير
ذلك. وهو يجري الآن مشاورات من أجل كسب التأييد للاتفاق»، يقول مصدر المنظمة
التنموية الدولية، «كانت الولايات المتحدة قد منحته بالفعل الدعم من خلال الموافقة
على قرض من صندوق النقد الدولي وتقديم دعم سياسي مباشر من شأنه أن يساعده في
الانتخابات التي يتعين عليه خوضها الصيف المقبل».
وزار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إثيوبيا، الأسبوع
الماضي، في رحلة تشمل أيضًا زيارات للسنغال وأنجولا. من المتوقع أن يلقي بومبيو
خطبة في الاتحاد الأفريقي، وأن يلتقي أبي أحمد خلال فترة تواجده في أديس أبابا.
حتى إذا وافقت الأطراف الثلاثة على شروط الاقتراح فيما يتعلق بمرحلة
الملء، لا يزال هناك «طريق طويل لنقطعه»، وفقًا للمصدر، الذي أشار إلى خلافات حول
آلية حل النزاعات في الأسابيع الماضية التي يجب على الولايات المتحدة تسويتها في
مشروع الاتفاق.
A
draft agreement prepared by the United States
and the World Bank regarding the construction and filling of the Grand
Ethiopian Renaissance Dam (GERD) is expected to be sent to Egypt, Ethiopia
and Sudan
on Monday, according to a source in an international development organization
close to the talks. The three sides will have around three days to review the
terms and send their comments back to US officials, the source says.
The
source, who spoke to Mada Masr on condition of anonymity, says that the
US-prepared proposal aims to bridge disputes over a number of key issues,
including the annual release of water from the Blue Nile through the dam to the
downstream countries of Sudan and Egypt, the latter of which has repeatedly
expressed concern over water shortages that would result from the dam’s
construction.
However,
in order for the US-prepared proposal to become a reality, Sudan, Egypt
and Ethiopia
must first make significant concessions, and even then significant issues of
contention still remain.
Up
to this point in the talks, Cairo
had not been willing to concede to an annual release below 40 billion cubic
meters per year, according to an Egyptian official who spoke to Mada Masr on
condition of anonymity.
Ethiopia,
however, has pushed for an annual release of 31 billion cubic meters from the
massive dam project that will provide it with electricity for domestic
consumption and export, according to a leaked draft of a proposal submitted by Ethiopia at the close of the January talks in Washington DC,
a copy of which Mada Masr obtained last month. The draft, which also proposed a
means of coordination and conflict mediation between the three countries to
evaluate hydrological conditions, was one of three proposals submitted by the
three parties in the January 28-31 meeting, according to the international
development source.
The
US is now pressuring both Egypt and Ethiopia
to compromise and agree to an annual release of 37 billion cubic meters from
the Blue Nile, according to both the
international development source and a consultant to Egyptian authorities on
the GERD.
While
negotiations around the annual water share have all centered on an initial
temporary period during which the GERD reservoir will be filled, Ethiopia is
looking to have the 37 billion cubic meters become the permanent share of water
it releases annually even after the filling period, according to the
consultant. This prospect is unacceptable to Egypt and is a major source of
contention, the consultant says.
Even
with a potential agreement on an annual release of 37 billion cubic meters,
other major points of contention between Egypt
and Ethiopia
still need to be ironed out.
According
to the consultant and the international development source, Egypt did not
get any traction on its demand for “equitable dams,” which it had proposed in
the summer and would link the operations and water levels of both the Aswan
High Dam and the GERD. Under the framework proposed by Egypt, if Lake Nasser
was at 70 percent capacity, for example, the GERD would also be at 70 percent
capacity.
Ethiopia
rejected linking the operations of the two dams, saying it would only agree to
release a specific annual share of water from the Blue
Nile. Egypt
countered by saying it would need to secure an agreement on a shutdown level
for the High Dam — the level of water in Lake Nasser
at which the dam can generate electricity — which it put at 165 meters
above sea level, the consultant says. Ethiopia wants to set the shutdown
level at 156 meters.
Egypt also wants to secure a mechanism to monitor the flow of water and
ensure it receives the agreed-upon annual share, the consultant says. One such
mechanism would be an exchange of data that would allow Egypt to
monitor how much electricity the GERD is producing and thereby calculate the
flow of water. Ethiopia
has rejected this proposal on grounds of sovereignty, according to the
consultant, who adds that the World Bank is working on a proposal on how to
handle
the issue.
Another
key sticking point, the international development source says, is the
definition of severe drought. “They have mostly agreed on the definition of
drought and extended drought but not on the definition of severe drought,” the
source says.
According
to the 2016 study “Cooperative filling approaches
for the Grand Ethiopian Renaissance Dam,” the
Blue Nile contributes 57 percent of total runoff into the main Nile, while the
White Nile and Atbara
River contribute 30
percent and 13 percent respectively. The total annual inflow into Sudan and Egypt,
according
to available data, is 85 billion cubic meters: 26 billion
cubic meters from the White Nile, 11.1 billion cubic meters from the Atbara River and 48.3 billion cubic meters from the Blue Nile.
With a reduction in the inflow of water from
the Blue Nile to 37 billion cubic meters, Egypt
and Sudan would be left to
divide 74.1 billion cubic meters, while also allowing for continued flow into
the Mediterranean Sea, which was allocated at least 10 billion cubic meters per
the terms of the 1959 bilateral treaty between Sudan
and Egypt.
Under the terms of the 1959 agreement, Egypt was entitled to 55 billion cubic meters
and Sudan
18.5 billion cubic meters. The agreement, which built on a 1929 colonial-era
agreement, also gave Egypt
veto power over all proposed Nile projects.
By signing the US and World Bank prepared
agreement, Egypt would practically be opening the door for other countries in
the Nile Basin to embark on hydraulically taxing projects, the international
development source says.
In January, an Egyptian security source voiced
similar worries about the precedent signing an agreement would create in
transboundary water management, saying that the majority opinion within
Egyptian security agencies is that Egypt
should not sign anything that does not protect all of Egypt’s water
rights.
“We should have learned from the big mistake of
signing onto the Declaration of Principles in 2015 in Khartoum,” the source
says, referring to a divide in opinion between President Abdel Fattah al-Sisi
and Egyptian advisors at the time over whether to sign the declaration to work
toward an agreement on the management of Nile River resources in a way that
would allow Ethiopia to use enough water to complete the first phase of the
dam’s construction without harming the interests of Khartoum and Cairo.
The international development
source adds that Egypt’s original hopes to secure an agreement that did
not make a direct reference to any annual loss of its established 55 billion
cubic meters and to link the reservoir filling to securing a safe shutdown
level of the Aswan High Dam were shattered by the demands of the Sudanese
delegation, which requested a specific agreement on what each of the downstream
countries, Egypt and Sudan, would get every year.
Ethiopia is
calling for Egypt and Sudan to separately agree upon the split of
their total annual water shares from the Blue Nile, the White Nile, and the Atbara River,
according to the consultant. However, Egypt
does not want to engage in separate negotiations with Sudan and wants
its total water share to be determined in any final trilateral agreement.
Actual water use in Egypt
is expected to be above the 55 billion cubic meters figure, while Khartoum taps only about 12 to 14 billion cubic
meters a year.
If it signs on to the US-prepared proposal, Sudan, the international development source
says, would have to settle an agreement that would cost it a larger loss of its
“usually unused” annual share of water than Egypt.
“This is not easy for the government of Sudan that has a particular burden of facing up
to what many in Sudan
qualify as a ‘colonial’ Egyptian approach,” the source says.
However, in January, Sudan’s
Water Minister Yasser Abbas said the country was barely using 6 billion
cubic meters of water, stressing the need to revise the laws regulating water
projects in a way to allow Khartoum
to benefit from its full share.
Years of negotiations between Sudanese,
Ethiopian and Egyptian officials over the GERD failed to produce any final
agreement, prompting calls by Egypt for international mediation, after which the U.S. stepped in to mediate the talks.
Over the last several weeks, delegations from
the three countries have met in Washington DC three times alongside US Treasury Secretary Steven
Mnuchin and World Bank President David Malpass in Washington DC.
At the conclusion of the first round of negotiations in DC held from January
13-15, a joint statement was released by the US Treasury Department, outlining a
baseline agreement and giving a timeline of the end of January to produce a
final agreement.
However, the January 28-31 meeting passed without a deal. A second
joint statement focused on mitigation mechanisms for drought and prolonged dry
years, and provisions for the resolution of disputes and the sharing of
information, but it was silent on the contentious issue of the downstream
annual release.
The three countries returned to the table on February 12 and 13 in
what was billed as a final round of talks. Yet again, a final agreement was not
announced.
In lieu of consensus, Mnuchin stated that the US,
with technical support from the World Bank, agreed to facilitate the
preparation of a final agreement for consideration of the three sides in order
to finalize a deal by the end of February.
If all three sides agree to the compromise, the US and the World Bank teams would then “finalize
the document that would be subject to a final revision by the foreign and
irrigation ministers [of the three countries] before the big signing that [US
President Donald] Trump is hoping to have in Washington,” the international development
source adds.
In order to get to this point, the US has applied pressure on both
sides.
Cairo suddenly found itself in
a weak negotiating position with little outside support and under pressure to agree to a
less-than-favorable deal, according to Egyptian officials, who spoke to Mada
Masr on condition of anonymity following the mid-January meeting in Washington DC.
US pressure on Egypt in the GERD negotiations is tied to Egypt’s arms deal with Russia and the scrutiny the US continues to face over Egypt’s human
rights record, the Egyptian security source told Mada Masr at the end of
January.
For his part, Ethiopian Prime Minister Abiy Ahmed has to drum up
public support for a deal that grants Egypt a stable annual 37 billion
cubic meters. “This is not an easy task,” the international development
organization source says, “because he had promised otherwise. He is now holding
consultations to garner support for the deal. The US had already granted him support
by agreeing to an IMF loan and by offering direct political support that should
help him in the elections he has to go through this summer.”
US Secretary of State Mike Pompeo visited Ethiopia
on Monday, for a trip that also includes stops in Senegal
and Angola.
Pompeo is expected to address the African Union and meet with Abiy during his
time in Addis Ababa.
Even if all three sides agree to the proposal’s terms regarding
the filling stage, there is still “a long way to go on what follows,” according
to the international development source, who points to disagreements over the
conflict resolution mechanism in the past weeks that the US must now iron out
in its proposal.
Download the brochure and website
الشبكة المصرية
تسع سنوات في خدمة القطاع الناشيء
ENFRWC Eight years serving emerging sector of Water & RE