الاثنين، 30 يوليو 2012




القاهرة ترد علي رسائل ستكهولم + 40 ؟
المفاعلات النووية تثير تحديات التنمية المستدامة وسط جدل وطني.
مفاعلات " الجيل الثالث " المرشحة لمصر باهظة وغير مأمونة بشكل كامل


أدت ندوة الوفد الكوري المكون من وزارة الطاقة و التكنولوجيا الكورية و شركة Kepco الاسبوع الماضي مع ممثلي الهيئات المصرية العاملة بمجال ابحاث الذرة و الطاقة النووية لبحث فرص بيع مفاعلات نووية لمصر من الجيل الثالث 1400+ حسب المعروض علي بساط البحث بين الجانبين ، التشغيل التجارى للجيل الرابع لن يبدأ قبل العام 2045 ، الي اثارة الجدل مجددا حول جدوي بناء وتشغيل مفاعلات الطاقة النووية لسد العجز المتزايد في استهلاك الطاقة الكهربائية محليا. يؤكد د.يسري ابو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا الي ان المناقصة المصرية  المتوقعة ستتضمن تحمل الجهة البائعة الي 85 % من اجمالي تمويل المفاعلات النووية كقرض لمصر بنسبة فائدة غير معروفة حتي الان ، يجب ان تكون أثنان علي الاقل ، بقيمة 4 مليار دولار للمفاعل الواحد تقريبا، مع اشتراط مصر مشاركة مكون محلي في المفاعلات بنسبة 20 % علي الاقل ، في عمليات البناء.
اعتراضات اهالي منطقة الضبعة ، المكان الاول لوضع المفاعلات النووية ، علي اقامة المفاعلات في منطقتهم لاضراره البيئية والاجتماعية و المادية عليهم حسب تصريحات منشورة لهم يعيد الحديث عن  مخاطر و منافع الآستعانة بالطاقة النظيفة والمتجددة ، البعض يعتبر الطاقة النووية من انواع النظيفة ، خصوصا مع خروج  مفاعلات الدول الرائدة في مجال الطاقة النووية من الخدمة مؤخرا.
رسائل ستكهولم+40 الي القاهرة
رسائل ستكهولم+40 دعت الحكومات الي وضع شروط وحوافز تروج للابتكارات والإنتاج المستدامين  مع تحفيز الاستثمارات في التنمية المستدامة ، استثمارات بسيطة ومربحة لاختيار وتفضيل طريق الاستدامة. من خلال تدابير مثل إدماج معايير الاستدامة في منتجات وخدمات نظم التجارة والضرائب البيئية والقضاء على
الانواع الضارة بيئيا والمشوهة للتجارة مثل الإعانات، دعت الرسالة السادسة الي ريو+ 20 و ما بعدها لوضع اعتبارات الاستدامة عند اتخاذ قرارات تشجيع استخدام الموارد الطبيعية و ترك العوامل البيئية تؤثر علي تكلفة الخدمات. يمكن لأسواق خدمات النظام الإيكولوجي توليد الدخل لسكان الريف اعتمادا مباشرة على الموارد الطبيعية.
جدوي الطاقة النووية
مؤسسة "هنريش بل" اعدت دراسات حول جدوي الطاقة النووية و طرق الامن و السلامة بها اشارت في احدث اصدارتها قبل ايام الي خطورة نجاح مشغلو المفاعلات النووية فى تمرير تصوراتهم الخاصة بمدة ضمان سلامة المفاعلات النووية ( 40 . 60 حتى 80 عاماً ) فإن متوسط عمر المفاعلات المشغلة فى العالم فى العام 2009 والبالغ حوالى 24 عاماً سيرتفع فى المستقبل بشكل كبير ومعه فرصة حصول حادث خطيرلا تغير النماذج الجديدة من مفاعلات " الجيل الثالث " الكثير إذ ستبقى تشكل وعلى مدى عقود قادمة جزءاً صغيراً من ترسانة المفاعلات المنتشرة فى أنحاء العالم عوضاً عن كونها ليست بمنأى عن الحوادث الخطيرة فمفاعل الماء المضغوط الأوروبى على سبيل المثال الذى خطط له فى نهاية الثمانينات ويجرى منذ العام 2005 بناء نموذج أولى له فى فنلندا ليس سوى استمرار باهت كما يقول النقاد لمفاعلات الماء المضغوط المشغلة اليوم فى فرنسا وألمانيا أما النتائج المترتبة على انصهار النواة فمن المفترض ضبطها من خلال تلقف نواة المفاعل المنصهرة.  أدى النموذج الي الزيادة وبشكل باهظ من كلفة المنشأة ككل إلى أن تكون اقتصادياً أكثر فاعلية حفاظا عليها أمام المنافسة الأتية من داخل حقل التكنولوجيا النووية وخارجه . 
قائمة بالحوادث
تراجع احتمال حصول حوادث خطيرة مع تزايد خبرة التشغيل ووجوده مدد أطول للمنشأت المختلفة لا تحظى بالاجماع حتى لدى مشغلى المفاعلات ان الاعلان بخلاف ذلك سيكون بمثابة إنكار للواقع فى ضوء العدد الكبير من الأعطال الخطيرة التى تعود المرة تلو الأخرى للفت الأنظار فى أماكن مختلفة من العالم ، تشتمل قائمة الحوادث ذات الخطر الكامن فى التحول الى كوارث بشعة
      انفجار أنبوب فى نظام نقل الحرارة المختلفة فى مفاعل الماء المضغوط الفرنسى سيفو 1 حيث فقدت دورة التبريد الرئيسية 30 متراً مكعباً من الماء المبرد فى الساعة الى حين تم عزل التسرب وضبط الوضع ( 1998 ) .
      التلاعب ببيانات ذات صلة بالسلامة والأمن فى منشأة إعادة التكرير سيلافيلد البريطانية وفى محطة الطاقة النووية اليابانية (1999/2000 ) .
      أضرار تسببت بها عناصر الوقود لم يسبق أبداً أن لوحظت من قبل فى مبنى المفاعل 3 لمحطة الطاقة النووية الفرنسية كاتينوم (2001) .
      انفجار هيدروجينى شديد من أحد أنابيب مفاعل الماء المغلى فى برونزبوتل والمجاور مباشرة لصهريج ضغط المفاعل ( 2001 ) .
      تآكل شديد مضت عليه سنوات دون أن يتم اكتشافه فى صهريج مفاعل محطة الطاقة النووية الأمريكية ديفس – بيس حيث حالت بطانة الفولاذ الصلب الرقيقة لغلاية المفاعل وحدها فقط دون حصول تسرب خطير فى حال التشغيل الكامل (2002) .
      تسخين مفاجئ لثلاثين عنصر وقود عالية الإشعاع فى محطة تبريد الوقود فى المفاعل النووى المجرى باكس التى تعرضت للتفتيت كما الخزف الصينى عند محاولة تبريدها من 1.200 درجة حرارة مئوية تحت سيل جارف من المياه الباردة للحؤول دون حدوث انفجار نووى محتمل فى المحيط غير المحصن لمجمع المفاعل ( 2003 ) (مؤسسة هينرش بل 2006 )
      أضرار شديدة ناجمة عن الزلازل الأرضية فى مجمع منشأت المفاعل اليابانى كاشيوازاكى مصحوباً بحريق فى المحولات وتسرب سوائل مثقلة بمواد مشعة وتوقف عن العمل لسنوات طويلة (2007) .
      حريق فى محول فى محطة الطاقة النووية كروميل ( ألمانيا ) أدى باديء الأمر الى نشوء سحب من الدخان على مركز التوزيع / لوحة المفاتيح ما نتج عنه اخطاء خطيرة عند التوقف السريع للمفاعل وبعد مرور سنتين بالضبط تقريبا وبضعة أيام على تشغيله حصل من جديد تماس كهربائى فى أحد المحولات وتسرب زيت وتم بسرعة وقف المفاعل عن العمل ولحسن الحظ لم يشتعل أى حريق فى المحول نتيجة هذا الخلل (2007/2009) .
مضت ثلاثة عقود على اطلاق المصنعين وعدهم الكبير " محطة طاقة نووية يشكل الأمن والسلامة جزءاً لا يتجزأ منها " أو حسب وصف الأمريكيين " مفاعلات يمكن تخطي حوادثها بلا أضرار " ( Walkaway –Reactors ).
تتكفل الحوادث التى لا مفر منها بإحداث قلق ووعى أكبر بالمشاكل لدى المشغلين منه فى صفوف المدافعين السياسيين عن نهضة الطاقة النووية من جديد ليس فقط لأن الأضرار والخسائر الناتجة عن الأعطال والحوادث التى تلحق بالمشتغلين تبلغ المليارات بل لأن المسؤولين فى محطات الطاقة النووية يتخوفون وبشكل متزايد من الاصابة بداء الروتين الخفى الذى يجعل من شبه المستحيل استخدام أعلى درجات التركيز.
فى أحد لقاءات "الوانو" فى برلين العام 2003 عبر الخبراء المشاركون بصريح العبارة عن اللامبالاة والغرور المتفشيين فى أوساط المشتغلين وكلاهما وفق تحذير ورد على لسان مشارك سويدى يشكل " خطراً على استمرار عملنا " ( نوكليونيكس وويك 6 آب 2003 ) بل ذهب اليابانى هاجيمو مائدا رئيس الوانو فى حينه الى حد تشخيص " الغرور بالمرعب " مشغلي المفاعلات يبدأون بفقدان الحافز  واللامبالاة فى المحافظة على ثقافة الأمن والسلامة نتيجة الضغط الشديد المترتب على ارتفاع التكاليف فى أعقاب فتح أسواق الكهرباء على المنافسة الحرة " هذا المرض بحاجة الى الكشف عليه ومحاربته والا يوماً ما " سيدمر حادث خطير [....] مجال العمل بأكمله " ( نوكليونيكس وويك 6 آب 2003 ) عندما أظهرت كارثة فورسمارك السويدية 2006 ، التي يعتبرها الخبير ابو شادي ليست حادثة ، برزت لامبالاة  من الشركة الحكومية السويدية "فاتنقال" فى تعاملها أظهرت أن المخاوف  بخصوص النتائج الكارثية للاهمال ربما تكون نبوءة .

ليست هناك تعليقات: