الاثنين، 20 أغسطس 2012



انقطاع الكهرباء المتكرر يثير خيال المصريين

 

Noha AbdelRahman, Housewife, lighting a candle during a blackout, August 2012; Copyright: DW/A. Hamdy

 
لا تفوت الفرصة في مشاهدة مسلسل، ولا تترك هاتفك دون شحن، واتخذ جميع الاحتياطات لإتمام حاجياتك اليومية قبل أن ينقطع عنك الكهرباء في كل لحظة. DW عربية تستعرض الجانبين، الجاد والمرح لتفاقم الانقطاع المتكرر للكهرباء في مصر.
تحت الشمس في صيف من أشد المواسم حراً في السنوات الأخيرة، وفي شهر رمضان الذي تصوم فيه الأغلبية المسلمة في البلاد، يجلس كل مصري في انتظار أن يحين دوره لتقطع الكهرباء عنه. ترشيد الاستهلاك كان الحل الذي طرحه المسؤولون رداً على الشكاوى بتكرار انقطاع التيار الكهربائي على مدار اليوم بشكل لم تشهده مصر منذ عقود. لكن هذا الحل لا يجده الكثيرون عمليا في ظل ارتفاع درجة الحرارة وعدم القدرة على استخدام المكيفات والمراوح. ويتسبب انقطاع التيار الكهربائي في انقطاع المياه وتلف الأجهزة الكهربائية، ناهيك عن عدم قدرة ربات البيوت على الطهي أو حتى مشاهدة التلفاز في نهار رمضان الطويل. أما في الليل فلا يسلم المصريون من نفس المصير ليضيع عليهم فرصة التعبد وقراءة القرآن لساعات قد تطول، ليكون التساؤل الأكثر طرحاً بين غضب المواطنين وسخريتهم: أنوفر الضوء لبلاد أخرى ونجلس نحن في الظلام؟

تمرد على دفع إيصال الكهرباء

اختلفت ردود الفعل على الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي بين التسليم بالأمر الواقع والسباب والدعوة على من في يده الأمر، إلا أن أكثر ردود الفعل الغاضبة تجاه المشكلة كانت بقرار الامتناع عن دفع فاتورة الكهرباء. وجاءت إحدى المنشورات التي وزعت بحي ميامي بالإسكندرية تقول: "نظراً للانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه عن المنطقة بأكملها ولفترات طويلة جداً تصل لأيام كاملة، الأمر الذي فاق الاحتمال، قرر أهالي المنطقة عدم دفع الفواتير المستحقة للكهرباء والمياه اعتراضاً منا على ذلك الوضع".
وفي القاهرة كان لأحد أعضاء صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك موقفاً مشابهاً حيث نشرت الصفحة رسالة تركها العضو على باب منزله لمحصل وصولات الكهرباء جاء فيها: "عزيزي المحصل، إن كنا أخطئنا ووافقنا على بلطجة الدولة في تحصيل ثمن زبالة مغرقة فيها الشوارع، فلن نخطئ ثانية وندفع ثمن خدمة تقطع على ناس وناس، لأ". في إشارة منه إلى بيوت المسؤولين.
وتعليقاً على هذا الموقف عبرت نهى عبد الرحمن، ربة منزل، عن تشاؤمها تجاه تنفيذ تلك التهديدات قائلة في حوار لDWعربية: "من ناحيتي أتمنى ذلك، لكننا جميعاً سندفع في النهاية وإلا سيقطعوا عنا الكهرباء تماماً". وأضافت نهى في سخرية "ثم إن الحكومة تحبنا وتريد لنا عيشة هادئة بعيدة عن إزعاج التلفاز والراديو والمياه والنور والطبخ وكل تلك الأشياء". وذكرت نهى أنها قد سمعت أن المسؤولين قد وعدوا بحل المشكلة عن طريق تشغيل محطات جديدة، متسائلة أنه في حال صحة الخبر، فأين كانت تلك المحطات من البداية. وأضافت ربة المنزل في حوارها لDWعربية قائلة: "كعادتنا لازلنا نعامل كمواطنين درجة عاشرة. ففي الوقت الذي نصدر فيه الكهرباء لإضاءة مدن في دول أخرى نقبع نحن هنا في الظلام ". ولم تخفي نهى أملها في أن تكون الحكومة الجديدة تملك حلولا لهذه المشكلة "رغم أنني لست متفائلة بالوزير الجديد للكهرباء محمود بلبع الذي كان أحد رواد الدعوة لترشيد الاستهلاك بدلاً من إيجاد حلول حقيقية".


Egypt's new Prime minister, Hisham Kandil, speaks during his first news conference at his office in Cairo August 2, 2012. REUTER/Mohamed Abd El Ghany (EGYPT - Tags: POLITICS) هل ستنجح حكومة هشام قنديل في امتصاص غضب الشعب من تردي ظروف الحياة؟
فيسبوك يسخر ومفاجأة "خطة الـ 100 يوم" أبرز النكات

وكعادة نشطاء موقع فيسبوك، كانت السخرية هي وسيلتهم للتعبير عن عدم رضاهم بالوضع القائم. وامتلأت الصفحات الساخرة بالنكات والرسوم الكاريكاتورية التي تتناول مشكلة انقطاع الكهرباء المتكرر. البداية مع رسم كاريكاتوري تمت مداولته بشكل كبير ويصور اثنين يدخنان "الجوزة" ويقول أحدهم للأخر: "الناس دي دماغها عالية..أكيد هيفضلوا قاطعين النور لحد ما ال100 يوم يخلصوا عشان نشوف الإنجازات مرة واحدة". في إشارة إلى خطة ال100 يوم للرئيس مرسي.
وفي كاريكاتير آخر وضع أحد السعوديين في مقابلة مع مصري ليقول السعودي: "والله يا أخي أنت ما بتصدقني الحال في السعودية أسوء من الأول..الكهرباء ساعات بتقطع". ليرد المصري في المقابل ويقول: "احمد ربنا، في مصر الكهرباء ساعات بتيجي". كما وضعت صورة سوداء قاتمة مع تعليق يعلوها يقول: "صورة نادرة للقاهرة بالليل". وفي تكوين آخر وضعت صورة المطرب محمد منير وهو يغني وبجانبها جزء من أغنيته يقول: "طفي النور يا بهية كل العسكر حرمية". لتتبع أسفلها صورة أخرى له يضحك وبجانبها عبارة على لسانه تقول: "ولا سيبيه يا بهية هو هيقطع لوحده".  وبهذا تصبح مشكلة الكهرباء من أكثر الإشكاليات التي أثارت قريحة المصريين للتعبير عن اللعنات والضحكات.




ليست هناك تعليقات: