الخميس، 13 سبتمبر 2012

El-Zafaranaa






مصر تستغل طاقة الرياح



أشياء كثيرة تحدث في مصرليس فقط منذ بدء الربيع العربي. فعدد السكان ازداد أكثر من الضعف خلال الثلاثين سنة الماضية وبلغ في منطقة القاهرة الكبرى وحدها نحو 25 مليون نسمة (تقديراً) مما جعلها تتحول إلى مدينة عملاقة كما أن الاقتصاد ينمو بصورة ديناميكية ومع نموه هذا تزداد الحاجة إلى مصادر الطاقة الأحفورية التي يتعين على مصر استيرادها بثمن غال.هذا لا يشكل عبئاً على المناخ وحسب وإنما أيضاً على ميزانية الدولة.إلا أن هذا الوضع يمكن أن يتغير عما قريب. إذ إن بلاد النيل لديها شروط مثالية للتزود بالطاقة من المصادر المتجددة. 
أراض صحراوية منبسطة، بالتالي قليل من الزوابع الهوائية، على الجانب المصري يقابلها هضاب شبه الجزيرة العربية على الجانب الآخر من البحر الأحمر، وضعٌ له مفعول المحرك النفاث –أفضل الشروط لنصب الرياش الهوائية على امتداد الساحل. هذا الوضع أدركته الحكومة المصرية أيضاً. 
حتى سنة 2020، كهدف طموح تنشده الحكومة، سيغطى خمس حاجة البلاد من الكهرباء من طاقة الرياح. من أجل توفير الاستثمارات اللازمة ومقدارها حوالي 340 مليون يورو تمكنت وزارة الكهرباء والطاقة المصرية من كسب عدد من المستثمرين الدوليين كشركاء سيقدمون أيضاً الخبرة العلمية اللازمة. يأتي على رأس هؤلاء المستثمرين الأجانب بنك الإعمار والتنمية الألماني الذي سيقدم أكثر من نصف المبالغ المستثمرة.سنة2011 بدأ تشغيل مزرعة الرياش الهوائية "زعفرانة" على البحر الأحمر. 700 عنفة موزعة على ثمان مزارع منفردة، يدعم بنك الإعمار والتنمية الألماني أربعاً منها، تولد ما مجموعه 550 ميغاواط من الطاقة الكهربائية. وعلى مسافة أقل من 200 كليومتر جنوباً، في خليج الزيت، تنشأ الآن أكبر مزرعة للعنفات الهوائية بنيت في إفريقيا في إطار مشروع للمعونة الدولية على الإطلاق. 
في بداية سنة 2014 سيبدأ تشغيل المنشأة التي تبلغ استطاعتها 200 ميغاواط.يقول كورت هيلدبراند المدير المسؤول لدى بنك الإعمار والتنمية الألماني عن مشاريع الطاقات المتجددة في شمال إفريقيا: "إن القدرات المتوفرة في مصر لتوليد الكهرباء من طاقة الريح هائلة. نحن نعتقد أن مصر تستطيع توليد أكثر من 20000 ميغاواط من طاقة الريح وحدها. وبذلك سيكون في مقدورها ليس فقط تغطية حاجتها الذاتية وإنما أيضاً تصدير الكهرباء في يوم من الأيام، خاصة إذا ما استفادت أيضاً من الطاقة الشمسية (فوتو فولتايك) ومن محطات الطاقة الشمسية الحرارية".عند تخطيط المنشآت تم الحرص بشكل خاص ودقيق على مراعاة المعطيات المحلية كما يتبين من ترتيب الرياش الهوائية في زعفرانة. 
المنطقة الساحلية على البحر الأحمر تعدّ من الطرق الرئيسية لعبور الطيور المهاجرة التي تنتقل كل عام إلى الجنوب عبر مصر. ومن أجل حمايتها ترك لها المخططون معبراً عرضه أكثر من 300 كيلومتر. علاوة على ذلك تم تزويد مزرعة الرياح بنظام مبتكر للرادار:عندما يرصد الرادار سرباً من الطيور تتوقف العنفات تلقائياً عن الدوران. ويقول هيلدبراند مدير مشاريع بنك الإعمار والتنمية الألماني إن هذا التوقف لا يؤثر كثيراً على الاستطاعة: "لقد تم استخدام هذه التكنولوجيا في بلدان أخرى فكان تأثيرها السلبي على توليد الكهرباء أقل من إثنين بالمائة".



ليست هناك تعليقات: