الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

ليبيا Libya



الرياح أهم مصدر للطاقة البديلة
ألمانيا تحتل المرتبة الثالثة بعد الصين والولايات المتحدة
شركة ألمانية تنفذ مشاريع هامة ومستقبلية فى ليبيا والأردن 

ضمن سلة الطاقات المتجددة تلعب طاقة الرياح الدور الأهم . بمساعدة من قوة الرياح يمكن خفض انبعاثات ثانى أوكسيد الكربون الضار بالبيئة بمقدار ملايين الأطنان سنة بعد سنة . وتعد ألمانيا من أوائل الدول العاملة فى طاقة الرياح على المستوى الدولى . فقط الصين وبعدها بقليل الولايات المتحدة تحتلان المرتبتان الأولى والثانية قبل ألمانيا .
وتغطى صناعة الرياح الألمانية نحو ربع الإنتاج الدولى من طاقة الرياح . أى ما يعادل 28ألف ميغاواط تم إنتاجها فى عام 2010 بكلفة تصل إلى 8 مليارات يورو . وتعتبر هذه الطاقة المنتجة الثالثة فى العالم وتعادل حجم ما تنتجه 20 محطة طاقة نووية وبفضل التطور المستمر وازدياد الاهتمام فى كسب الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقات المتجددة تمكنت ألمانيا عام 2011 من إنتاج 20 فى المئة من مجمل حاجاتها للطاقة من هذه المصادر المتجددة وكانت حصة طاقة الرياح منها 36 فى المئة وأكد مجرى التحول الجارى لصالح طاقة الرياح كل من المركز الألمانى للرحلات الجوية والفضائية ومعهد "Fraunhofer" ومكتب الهندسة للطاقات المتجددة وتنتظر الدراسة المعدة لتقدير النمو فى سوق الطاقة . وبالتالى لنمو الطاقة البديلة فى ألمانيا بأن يزيد حجم الطاقة المكتسبة من الرياح من 28 غيغاواط حاليا ( 27.53 من الرياح الأرضية و 0.21 من الرياح البحرية ) إلى 80 غيغاواط عام 2050

نظرة على طاقة الرياح 

من الواضح أن طاقة الرياح أصبحت عاملا اقتصاديا هاما فى ألمانيا خاصة وان الدخل الذى سجل فى النصف الأول من عام 2010 بلغ 6.4 مليار يورو ونسبة الصادرات 75 فى المئة حسب التقرير السنوى الصادر عن " معهد Fraunhofer " ومع أن التقديرات المتفائلة تشير إلى مكان تأمين إنتاج 10 غيغاوات من الطاقة من الرياح البحرية حتى عام 2020 الا ان الريح لا يزال يتحقق من الرياح الأرضية على اعتبار ان استغلال الطاقة من الطواحين البحرية مكلف جدا لأنها يجب ان تركز فى أعالى البحار . ما يصعب عملية بنائها الذى يستغرق أيضا الكثير من الوقت إضافة الى ذلك يحصل منتجو طواحين الرياح البحرية بصعوبة على ضمان بأن حقول الطواحين المقامة ستدخل مباشرة شبكة النقل الكهربائية إلى اليابسة خاصة وأن مد كابلات النقل فى البحر مكلف جداً أيضا .
ولكن يتوجب على المستثمرين فى اليابسة أيضا مواجهة تحديات محددة وما يميز ألمانيا هو وجود عدد كبير من الغابات والمحميات الطبيعية التى تحتل نسبة 22 فى المئة من المساحات الصالحة لاستخدام طاقة الرياح . ما يخفض نسبة المساحات على اليابسة المسموح استخدامها لهذه الغابة الى 8 فى المئة . ويفرض هذا الوضع البنيوى وضع إنشاءات عالية جداً من 140 مترا وأكثر . وإلى جانب ذلك يحتل موضوع خفض الضجيج الصادر من المراوح اهتماما خاصا . وتسببت هذه العقبات فى تراجع توليد الطاقة من الرياح من 1880 ميغاواط عام 2009 إلى 1488 ميغاواط عام 2010 وبالنظر إلى الوضع الحالى لا تزال الآفاق المنتظرة إيجابية . كما أن طاقة الرياح تؤمن المزيد من فرص العمل . ففى عام 2009 بلغ عدد العاملين فى القطاع 102100 شخص فى اتجاه إلى الأعلى وبتكليف من النقابة الاتحادية لطاقة الرياح جرى تقويم المساحات الموجودة فى ألمانيا للاستغلال وشكل شمال ألمانيا باستمرار موقعا طليعيا فى مجال استخدام طاقة الرياح والمعادلة المعروفة واضحة . رياح كثيرة تؤمن طاقة كبيرة ومن المثير للاهتمام ما تؤكده دراسة أخيرة للنقابة الاتحادية عن توافر مساحات واعدة فى كل ولاية ألمانية من الولايات الـ 16 على عكس ما كان يعتقد وإذا قامت كل ولاية منها باستغلال 2 فى المئة فقط من هذه المساحات فستكون ألمانيا قادرة على تأمين طاقة من 198 غيغاواط وهذا يعنى تغطية 65 فى المئة من مجمل ما تستهلكه ألمانيا من الكهرباء الخام . 

التجربة الدولية لطاقة الرياح 

وكما ذكرنا تحتل ألمانيا المرتبة الثالثة فى مجال استغلال طاقة الرياح على المستوى الدولى . لكن الإحصاء هذا لا يشمل بالطبع الدول التى لديها إمكانات رياح واعدة جدا إنما بسبب النقص فى الوسائل التقنية والمعارف فيها غير قادرة على استغلال إمكاناتها هذه وتقوم شركة "CUBE Engineering" ومقرها الرئيسى فى مدينة كاسل يعمل ناجح فى هذه البلدان . وقال شتيفان شون المدير العام للشركة يوجد العديد من مشاريعنا فى مناطق تتمتع بقدرات ريا حية ممتازة لإنتاج الطاقة . لكن الأطر السياسية والتقنية والاقتصادية غير متوافرة فيها " وبالتعاون مع شركة الكهرباء العامة فى ليبيا " غيكول " بعمل خبراء الرياح فى شركة "CUBE Engineering  " على إنشاء أول حقل لطواحين الرياح فى ليبيا وأضاف شون عندما قدمت الشركة الليبية طلبا إلينا كان واضحا لنا بأننا سنقوم بعمل طليعي . والتحدي اليومي فى مثل هذه المشاريع وفى أى مكان كان يتمثل فى تقديم مشورة دقيقة وتقديرات مستقبلية وفى خفض التكلفة قدر الإمكان . 

تبدأ مثل هذه المشاريع بعملية قياس قوة الرياح من خلال تثبيت الأجهزة فى المواقع الواعدة لقياس قوة الرياح فيها والاضطرابات الهوائية واتجاهاتها على مدى سنة كاملة وبواسطة اتصالات " GSM" ترسل آلات القياس المعلومات المستقاة مباشرة إلى مركز شركة "CUBE Engineering" فى كاسل حيث يجرى تقويمها وتخزينها فى " أطلس الرياح " واعتمادها لاحقاً لتحديد الخطوات المستقبلية المتعلقة بالمواقع المختارة وعدد المراوح المطلوبة وعلوها . وتعد الشركة الألمانية أعلاه من أهم الشركات العشرين فى العالم التى تتعاطى خدمات المشورة فى مجال الطاقات المتجددة وترعى حالياً مشروعاً لمستثمر أردنى لدراسة قوة الرياح من خلال خمس آلات قياس مركزة على عواميد طولها ما بين 50 و 100 متر ويجرى التخطيط لإقامة ما بين 30 و 40 طاحونة رياح فى المناطق الأفضل ضمن مساحة من 150 كلم مربع وتبلغ كلفة هذه الطواحين أكثر من 100 مليون يورو وهى استثمار فى المستقبل يساعد على الاستقلال تدريجياً عن مصادر الطاقة التقليدية  مثل النفط والغاز اللذين يشكلان 90  فى المئة من مصادر الطاقة التى تحتاجها الأردن . صحيح أن البلد يملك مثله مثل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما يكفى من أشعة الشمس والرياح إلا أن هذه البلدان ما تزال مستوردة للتقنية اللازمة والمعرفة المتعلقة باستغلال هاتين الطاقتين فى ظل التزايد المستمر فى الطلب على الطاقة وأرتفاع سعرها من هنا فإن البحث عن طاقة مستقبلية أمر مبرر تماما لتلبية الحاجات المتزايدة على المدى الطويل . 

أوضح المدير العام شون أن مثل هذه المشاريع الكبيرة لاستغلال الرياح تتم على قاعدة التعاون المشترك "Jone Venture " تابع شركتنا تجلب معها خبرتها البالغة 20 سنة. ويجلب الشريك المحلى معارفه الخاصة بخصائص بلده ونتصرف على أساس أنه بعد تشغيل حقول طواحين الرياح تبقى المعارف التى تم اكتسابها هناك وتستغل بالتالي فى المشاريع التالية وتعمل شركة "CUBE Engineering" على تعليم وتدريب القوى المحلية لرفع مستواها التقني ودفعتها محاولة تجاوز النقص فى القوى العاملة المؤهلة فى السنوات الماضية فى اتجاه تقوية التعاون بين الجامعات الألمانية والأجنبية وترعى الشركة بصورة منتظمة طلابا أجانبا يحضرون برنامج ماستر فى الطاقات المتجددة وفعالية الطاقة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمحترفين الشباب بين جامعة كاسل وجامعة القاهرة ويسير التدريس على خطى اقتصاد الشركات لتحقيق فعالية الطاقة.


  


ليست هناك تعليقات: